مع اقتراب موسم الحج لسنة 2025، عاد الجدل في تونس حول ارتفاع تكاليف أداء هذه الشعيرة الدينية، في وقت كشفت فيه المقارنات مع دول مغاربية مجاورة عن فروقات لافتة، سواء في الأسعار أو في سياسات الدعم. وقد كشفت البيانات الرسمية المعلنة من الجهات المختصة في تونس، الجزائر، المغرب وليبيا عن معطيات تستحق الوقوف عندها.
تونس: الأعلى تكلفة دون دعم مباشر
أعلنت وزارة الشؤون الدينية أن تكلفة الحج لهذا العام بلغت 20,700 دينار تونسي، موزعة بين 17,000 دينار للخدمات والإقامة و3,700 دينار لتذكرة السفر. وقد أكدت الوزارة أن التسعيرة تم تحديدها على أساس الكلفة الحقيقية دون تحقيق أرباح، مع الإشارة إلى حرصها على تأمين إقامة قريبة من الحرم المكي. ومع ذلك، أثار السعر المرتفع انتقادات واسعة، خاصة في ظل غياب دعم حكومي مباشر للحجاج.
الجزائر: دعم غير مباشر وتكلفة قريبة
في الجارة الجزائر، حُددت تكلفة الحج بـ 840,000 دينار جزائري، أي ما يعادل تقريبًا 20,160 دينار تونسي. وتشمل هذه القيمة الخدمات والإقامة والنقل. وقد أعلنت السلطات الجزائرية أنها عملت على التفاوض مع مقدمي الخدمات لضبط الأسعار، في حين تساهم الدولة في التكاليف التنظيمية بشكل غير مباشر.
المغرب: أقل تكلفة من تونس بـ1000 دينار تقريبًا
في المغرب، بلغت تكلفة الحج 63,770 درهم مغربي، أي حوالي 19,768 دينار تونسي. وتشمل هذه القيمة كل التكاليف المتعلقة بالخدمات والإقامة، وتبقى أقل من نظيرتها في تونس بحوالي 1,000 دينار تونسي، ما يدعو إلى التساؤل حول معايير التسعير في تونس.
ليبيا: الدولة تتكفل بكامل المصاريف
أما في ليبيا، فقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية عن تكفّلها التام بتكاليف الحج لكافة الحجاج الليبيين، والتي تبلغ حوالي 8,000 دولار أمريكي (أي ما يعادل 24,960 دينار تونسي لكل حاج). وتشمل هذه التكلفة الإقامة في فنادق فاخرة، والنقل، والتأشيرات، وحتى الهدايا. وتم تخصيص حصص لفئات اجتماعية متضررة مثل أسر الشهداء وضحايا الفيضانات.
تُظهر مقارنة تكلفة الحج لسنة 2025 في دول المغرب العربي أن تونس تأتي في مقدمة الدول ذات التكلفة الأعلى، في ظل غياب دعم مباشر، مقابل مبادرات سخية في ليبيا وأسعار أكثر توازنًا في الجزائر والمغرب. وقد يكون من الضروري إعادة النظر في آليات التفاوض والتعاقد مع مقدّمي الخدمات، بما يُحقق مبدأ العدالة والمساواة في أداء أحد أركان الإسلام.
