الرئيسيةآخر الأخبارخبير أمني :هكذا سقط أكثر متاحف العالم أمنًا في عملية إستغرقت 7...

خبير أمني :هكذا سقط أكثر متاحف العالم أمنًا في عملية إستغرقت 7 دقائق؟

في واقعة صادمة للعالم الثقافي، شهد متحف اللوفر في باريس عملية سرقة وُصفت بأنها “الأجرأ والأسرع” في تاريخه الحديث، بعدما تمكن أربعة لصوص من الاستيلاء على مجوهرات نادرة تقدّر قيمتها بعشرات ملايين اليوروات في غضون سبع دقائق فقط.

العملية جرت بدقّة لافتة: اللصوص تسلّلوا عبر نافذة في الطابق الثاني، حطموا واجهتي عرض داخل معرض أبولو، ثم لاذوا بالفرار دون أن يُطلق إنذار واحد أو يلاحظهم أحد من الحراس أو الزوّار.
لا اختراق إلكتروني، ولا تكنولوجيا متطورة، ولا أدوات معقدة. فقط رافعة، ونافذة، وجرأة مدهشة.

ميشال زيجلمان – الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “دواليتي” للاستشارات الاستراتيجية – يرى أن ما حدث يتجاوز مجرد حادثة سرقة، بل يكشف عن خلل عميق في ثقافة إدارة الأمن داخل المؤسسات الكبرى، مهما بلغت درجة تطورها التقني.و”المفارقة أن سرقة اللوفر لم تقع رغم أنظمة الأمن الحديثة، بل بفضلها إلى حدّ كبير”، يكتب زيجلمان، مضيفًا:
“حين تحلّ الثقة في الآلات محلّ اليقظة البشرية، ويُنظر إلى النظام بوصفه بديلاً عن التفكير، يصبح الواقع أكثر قدرة على المفاجأة.”

أنظمة أمن اللوفر بُنيت على فرضية قديمة: أن التهديد سيأتي من “شخص مريب” أو “محاولة اختراق مادي”، بينما في عالم اليوم، التهديد الحقيقي يمزج بين التكنولوجيا وخفة الحركة والابتكار الإجرامي.
الكاميرات سجّلت كل شيء، لكن لم يرَ أحدٌ شيئًا. البيانات تدفقت لحظة بلحظة، لكن لم يربط أحد الخيوط. كانت التكنولوجيا “ذكية”، لكن الإدارة لم تكن كذلك.

ويخلص زيجلمان إلى أن جوهر التحدي في عصر الذكاء الاصطناعي هو أن كلما ازدادت الأنظمة ذكاءً، ازداد البشر استرخاءً.
فالأمن الرقمي يولّد وهماً بالطمأنينة، لكنه في الواقع قد يخفي وراءه هشاشة بشرية لا تظهر إلا حين تقع الكارثة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!