أثار بيان صادر عن المجلس المحلي بالمرناقية بتاريخ 1 جويلية 2025 موجة من التعليقات الساخرة والانتقادات، ليس بسبب مضمونه فقط، بل أساسًا نتيجة الكمّ الكبير من الأخطاء اللغوية والنحوية التي تخلّلته، والتي تجاوزت وفق قراءات لغوية مختصة 17 خطأً واضحًا، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستوى التحرير .
البيان، الذي حمل توقيعات أعضاء المجلس ورئيسته السيدة قمر الهادي، جاء في شكل توضيح للرأي العام إثر تداول أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بمحاولة “انقلاب” داخل المجلس. لكن الصياغة الركيكة للبيان طغت على محتواه، فكان البيان “فضيحة لغوية” أكثر منه ردًا مقنعًا.
من “أنه” إلى “أعضائه” إلى “لا غير”
بدأ البيان بعبارة “أنه بتاريخ 1 جويلية”، في خلط واضح بين “أنّ” و”إنّ”، وتواصلت الأخطاء مع تعبيرات من قبيل “أعضائه كل من نائب…”، وهي تركيبة غير سليمة نحويًا، إلى جانب استعمالات ركيكة مثل “بكل من يوسف الغزواني” بدلًا من “تورّط كل من…”.
كما حملت الجملة التي تقول “أن لا صحة لهذا الخبر” خطأ شائعًا، حيث الصواب هو “أنه لا صحة”، إلى جانب عبارات أخرى مثل “ولا غير”، التي لا معنى دقيقًا لها في السياق.
غياب علامات الترقيم… وغياب الدقّة
البيان خلا تقريبًا من أي علامات ترقيم تُيسّر فهمه، في إخلال بديهي بأبسط قواعد الكتابة الإدارية. كما وُظّفت أدوات ربط كـ”كما” بشكل غير سليم لغويًا، وأُدرجت جمل مطوّلة دون فواصل، ما جعل النص مضطربًا وغير قابل للفهم من القراءة الأولى.
🔹 هل تمثّل هذه اللغة المواطنين؟
يُثير هذا البيان إشكالية أعمق تتعلق بـ من يمثل المجالس المحلية؟، وما مدى قدرتها على التواصل بلغة سليمة تحترم ذكاء المواطن؟ كيف يمكن الوثوق بمجلس محلي لا يُتقن كتابة بيان رسمي دون أخطاء فادحة، بينما هو مسؤول عن قرارات تتعلّق بالبناء والتخطيط المحلي وإدارة الشأن العام؟
دعوة إلى مراجعة الخطاب الإداري
في الوقت الذي يتحدث فيه المجلس عن “التمسك بوحدة المجلس والبناء”، يبدو أن أول خطوة للبناء الحقيقي هي بناء جملة صحيحة، واختيار كلمات دقيقة، والاستعانة بمن يتقنون التحرير الإداري.
فإن كان البيان مُوجّهًا للرأي العام، فالمتوقع على الأقل ألا يكون مادة إضافية للسخرية.
