أثارت صحيفة الغارديان البريطانية جدلاً واسعاً بتقرير تساءلت فيه عن السلامة العقلية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرة إلى “سلوك متزايد الغرابة” في ظهوره العلني منذ تولّيه الرئاسة مطلع هذا العام.
وبحسب التقرير، فإن ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، دأب خلال الأشهر الأخيرة على الإدلاء بتصريحات مربكة والخروج عن الموضوع في لقاءاته وخطاباته، ما دفع عدداً من الخبراء إلى التشكيك في قدراته الذهنية.
ومن بين أبرز الأمثلة التي أوردها التقرير، حديث ترامب مطوّلاً عن توربينات الرياح خلال لقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مدّعياً أنها تسبب “جنون الحيتان” وتقتل الطيور، في مداخلة اعتُبرت غير مترابطة ولا تستند إلى أي أساس علمي.
كما زعم ترامب في مناسبة أخرى أن عمه، البروفيسور الراحل جون ترامب، كان يعرف “المفجر الوحيد” تيد كازينسكي، رغم استحالة ذلك زمنياً وعلمياً، وهو ما وصفه الخبراء بأنه “تلفيق عاطفي لا يستند إلى واقع”.
وقال الدكتور هاري سيغال، أستاذ علم النفس في جامعة كورنيل، إن ما يثير القلق ليس فقط الخروج المتكرر عن الموضوع، بل أيضاً “الافتقار إلى ضبط ذاتي والتدهور الواضح في تسلسل الأفكار”.
وفيما يتعرّض الرئيس السابق جو بايدن لانتقادات بشأن هفواته العقلية المرتبطة بتقدمه في السن، تشير الصحيفة إلى أن سلوك ترامب، رغم كونه أكثر علنية وتكراراً، لا يُناقش بالحدة نفسها.
ورغم تزايد المؤشرات المقلقة، يواصل ترامب رفض الانتقادات، واصفاً نفسه بـ”العبقري المستقر”، ومتفاخرًا بنتائج اختبارات ذهنية سبق أن خضع لها، رغم أن تقارير طبية أكدت أنها اختبارات بسيطة لرصد علامات الخرف المبكر.
وتأتي هذه المخاوف في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية تحديات دولية كبرى، ما يزيد من أهمية السؤال المتجدد: هل يتمتع الرئيس ترامب باللياقة العقلية الكافية لقيادة أقوى دولة في العالم؟
