أظهرت بيانات صادرة عن منصة خدمات السفر الروسية “كوبيبيلِت” (Kupibilet) تحوّلًا لافتًا في اختيارات السياح الروس خلال عامي 2024 و2025، حيث سُجل تزايد كبير في الإقبال على الوجهات الإفريقية، مقابل تراجع ملحوظ في الطلب على وجهات تقليدية مثل تونس ومصر.
فوفق التقرير، الذي نقلته صحيفة Gazeta.Ru الروسية، فإن معظم الوجهات الإفريقية سجلت نموًا في المبيعات خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، بل إن بعضها عرف تضاعفًا في حجم الطلب.
وتصدّرت تنزانيا نسب النمو بـ+159%، تلتها كينيا بـ+141%، ثم سيشل بـ+71%**، بينما واصلت مصر تصدّرها للوجهات المفضلة للروس بزيادة بلغت قرابة 60% في الحجوزات.
لكنّ المعطيات المتعلقة بالفترة من جانفي إلى ماي 2025 تكشف تغيرًا في الاتجاه، إذ شهدت وجهات مثل جنوب إفريقيا (+36%)، سيشل (+60%) وكينيا (+46%) نموًا إضافيًا، مقابل تراجع واضح في الطلب على تونس بنسبة -25%، وعلى مصر بنسبة -21%، وتنزانيا بنسبة -20%.
ورغم أن تونس لطالما شكّلت إحدى الوجهات المفضّلة للسياح الروس، فإن هذا التراجع اللافت يطرح تساؤلات حول أسباب انخفاض جاذبيتها مقارنة بوجهات مجاورة. فالتقرير أشار إلى أن المغرب، على سبيل المثال، سجّل ارتفاعًا في الحجوزات المبكرة لعام 2026، كما ازدادت الطلبات على تأشيرات السفر إليه بأكثر من 81% في 2024،
ويأتي 93% من السياح الروس المتجهين نحو إفريقيا من ثلاث مدن رئيسية: موسكو (73%)، سانت بطرسبورغ (16%)، وسوتشي (4%)، بينما تتوزع النسبة المتبقية على مدن مثل كازان ويكاتيرينبورغ وأوفا.
أما من حيث الكلفة، فقد شهدت أسعار تذاكر الطيران إلى إفريقيا في عام 2024 ارتفاعًا كبيرًا نحو وجهات مثل سيراليون (+135%)، المغرب (+59%)، ورواندا (+32%)، في حين بدأ هذا الاتجاه في التراجع عام 2025، حيث انخفضت الأسعار في نحو نصف المسارات، من بينها تونس (-0.5%) ومصر (-6%).
وفي فيفري الماضي كشفت وثيقة وثيقة صادرة عن مصالح وزارة السياحة التونسية أنّ السوق الروسية سجّلت خلال 2024 ارتفاعا في عدد الوافدين ناهز 200%، حيث قفز عدد السياح الروس الذين حلوا بتونس من 7863 سائح سنة 2023 إلى 23 ألف و536 سائح في 2024، لكن رغم هذا التحسّن إلاّ أنّ الأرقام لم تبلغ بعد مستوياتها التي تم تسجيلها في 2019، السنة المرجعية لانتعاشة السياحة التونسية، التي تم خلالها تسجيل قرابة 30 الف وافد روسي، حيث بلغت نسبة التراجع سنة 2024 أكثر من 21% مقارنة بـ 2019.
