بعد أن أعلن سامي الطريقي القيادي في حركة النهضة قبل يومين أن التحوير الوزاري سيقع الاعلان عليه خلال الساعات القادمة الا ان زخم الحديث عن هذا التحوير بدأ يخفت شيئا فشيئا وذلك بعد اعلان أحد أبرز أطراف الحزام السياسي لرئيس الحكومة هشام المشيشي بأنه يعارض هذا التحوير
اذ أكد القيادي البارز في حزب قلب تونس عياض اللومي يوم أمس الثلاثاء أنّ رئيس الحكومة هشام المشيشي أعلمهم يوم أمس خلال لقاء جمعه بوفد عن الحزب بأنّه “لا وجود لتحوير.. مبدئيا سيخضع للقنوات الرسمية” مؤكدا أنّه لم يعطهم اسماء مقترحة للتحوير الوزاري.
وقبل ذلك بيوم واحد أكد اللومي ان الحزب يرفض اي تحوير وزاري في الوقت الحالي معتبرا ان هناك ما وصفه بعدم الانسجام بين الحزب ورئيس الحكومة هشام المشيشي وانه ستكون لذلك تداعيات في المستقبل.
ونقلت اذاعة “موزاييك ” عن اللومي تعبيره عن “رفض جزء كبير من الحزب اي تحوير حكومي مُسقط ويأتي بصيغة الفرض” واشارته الى ان الحزب فوجئ بالحديث عن التحوير الحكومي عبر صفحات التواصل الاجتماعي والى ان ذلك كان محل استياء كبير داخل الحزب مشيرا الى ان المشيشي لم يبلغهم بشكل رسمي بهذا التحوير المفترض ادخاله على الحكومة نافيا أن يكون لقلب تونس علم بشكل رسمي بالاسماء التي يتم تداولها لتولي حقائب وزارية .
هذا التصريح أثار حفيظة حركة النهضة اذ عبّر نائبها في البرلمان سامي الطريقي عن تفاجئه من تصريح القيادي في حزب قلب تونس عياض اللومي، الذي قال في تصريح لموزاييك اليوم إنّه حزبه وكتلته البرلمانية يرفضان اي تحوير حكومي مسقط ويأتي بصيغة الفرض.
واعتبر الطريقي أنّ ذلك مخالف لكلّ تصريحاته السابقة، حيث كانت كتلة قلب تونس حريصة على إجراء تحوير وزاري، قائلا إنّ هذا التصريح شوش بعض الأمور.
وفي هذا السياق، صرّح سامي الطريقي أنّ هناك ضغط عال مسلّط على رئيس الحكومة هشام المشيشي من طرف قلب تونس، “لكن الوضع لا يسمح بوضع المشيشي تحت الضغط”، وفق قوله.
وشدّد على أنّ الوزارات التي تعنى بسدّ الشغور هي أولى بهذا التحوير الوزاري، ولكن من المتوقع أن يشمل بعض الوزارات الأخرى، مشيرا إلى أنّ هناك أسماء على طاولة رئيس الحكومة ويتم التشاور بخصوصها.
واعتبر أنّ رئيس الحكومة لم يختر فريقه جيّدا منذ البداية كما أنّبعضها لم يكن مطمئنا، حسب تصريحه، وهو ما أدّى إلى فقدان الانسجام بين الفريق الحكومي، وفق تقديره.
ولكن اضافة الى الارتباك في التنسيق بين ضلعي مكونات الحزام السياسي لرئيس الحكومة وهما النهضة وقلب تونس يطل علينا موقف حزب تحيا تونس الداعم الاخر لرئيس الحكومة وهو موقف مغاير تماما لما اعلن عنه قلب تونس وحركة النهضة اذ اكد رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد أنّ هناك تحويرا وزاريا مقرّرا، وفق ما صرّح به رئيس الحكومة هشام المشيشي، بصفة رسمية، يوم الخميس الماضي خلال جلسة جمعته بالأحزاب المانحة الثقة للحكومة دون أن يقدّم تفاصيل، وفق تعبيره.
وأوضح بن مصطفى “قال لنا المشيشي في كلمتين أسباب إقالة وزير الداخلية وتكلم قليلا عن الجائحة… فيما قلّ كلامه عن التحوير”، وتابع: “المشيشي قال لنا حرفيا ربما حان الوقت لإجراء تحوير وزاري”.
واعتبر مصطفى بن أحمد أنّ هذه الحكومة تشكو نقصا واضحا، مشيرا إلى أنّ أسباب إقالة الوزيرين كانت موضوعية”، وطبقا لذلك فإنّ المشيشي مطالب بسدّ الشغور في هذه الوزارات، وفق تقديره.
وبخصوص التحوير الوزاري، قال بن أحمد إنّ كتلة تحيا تونس لن تكون معنية بحكومة المشيشي في حال تحولت من حكومة مستقلة إلى حكومة أحزاب.
وأضاف أنّه نبّه رئيس الحكومة من “الغوص في أوحال المجلس في الوقت الحالي، معتبرا أنّ المجلس عبارة عن مستنقع”، وفق تقديره.
واعتبر رئيس كتلة تحيا تونس أنّ الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة لم تكن مجدية، ورغم ذلك لا يمكن تقييم أداءها لأنّها مرّت في ظروف صعبة جدّا، وفق قوله.
بدورها كتلة الاصلاح الوطني اصطفت موضوعيا وراء مواقف كل من تحيا تونس وقلب تونس لتعلن النائب عن كتلة الاصلاح نسرين العماري عن قالت نسرين العماري، إن ”كتلتنا ستراجع موقفها من حكومة المشيشي وستنسلخ من الحزام السياسي الداعم لها في حال تم تحويل وجهة الحكومة من حكومة كفاءات مستقلة إلى حكومة سياسية”.
وأمام هذه ” التحالفات ” الموضوعية لرفض اجراء التحوير الوزاري تجد حركة النهضة نفسها في الزاوية بعد أن قادت لأسابيع طويلة حملة تشدد على الاسراع في هذا التحور الذي أصبح اليوم معلقا ويضعه ويضع الداعين اليه في خبر كان .