لوموند : هل تصبح تونس الصغيرة الضعيفة رهينة للتنافسات الإقليمية

0
144

قالت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر اليوم أن خيبة الأمل في تونس كانت قاسية “عمل قيس سعيد دون تأخير على تفكيك كل مؤسسات ما بعد “الربيع العربي” ليفرض بشكل أحادي مشروعه الذي، وراء التسمية الجذابة “البناء الديمقراطي من القاعدة”، يرقى إلى إعادة تثبيت سلطة رئاسية مفرطة ذات ذاكرة حزينة.

وفي الوقت نفسه،تقول الصحيفة ” أدت شعبويته المعادية للأجانب إلى تسليم الآلاف من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى، العالقين في تونس بسبب إغلاق حدود أوروبا، إلى ردود الفعل القديمة المناهضة للسود المنتشرة على نطاق واسع في منطقة المغرب العربي. وقد أدت نزعته القومية الخطابية إلى توتر علاقاته مع شركاء تونس الغربيين. فهو معادي لأي اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي تشبه شروطه “الإملاءات الأجنبية”، وهو الآن يضع الخطوط العريضة للتقارب مع روسيا والصين وإيران، بينما تمارس الجزائر نفوذا متزايدا عليه.
لكن خلف هذه القبضة الواضحة، تقول الصحيفة ” تظل مؤسسة قيس سعيد هشة، كما يتضح من إقالة وزيرين من دائرته الداخلية في 25 ماي. كل شيء يشير إلى أن البلاد سوف تدخل منطقة من الاضطراب، بينما تنتهي ولاية السيد سعيد في أكتوبر، وتسود حالة من عدم اليقين بشأن “ما بعد ذلك”. ويكمن الخطر في أن تصبح تونس الصغيرة الضعيفة رهينة للتنافسات الإقليمية، ولا سيما تلك بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة. ويتعين على الأوروبيين، وفرنسا بشكل خاص، أن يحافظوا على بوصلة واحدة فقط: احترام السيادة التونسية ودعم الانجازات الإصلاحية المستنيرة التي ورثتها البلاد خارج تقلبات التاريخ.”