الرئيسيةآخر الأخبارمودرن ديبلوماسي: دور الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وحلم إحياء الإمبراطورية العثمانية...

مودرن ديبلوماسي: دور الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وحلم إحياء الإمبراطورية العثمانية التركية القديمة

لم يعد سراً أن الصين تحاول منافسة الولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،

في وقت تستخدم فيه الولايات المتحدة الأمريكية ورقة الإخوان المسلمين كمجموعة ضغط لمواجهة صعود الصين وروسيا في منطقة الشرق الأوسط. خاصة مع قيام منظمة حلف شمال الأطلسي أو دول الناتو العسكرية برسم خطط تتجاوز المحيط الأطلسي بقيادة واشنطن، لوضع خطة لبسط هيمنتها على العالم بقيادة واشنطن.

تم ذلك بإشراف المحافظين الجدد في الدوائر السياسية والاستخباراتية الأميركية، ومن خلال رؤيتهم الشهيرة المعروفة بـ “وثيقة القرن الأميركية”، أي أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً أميركياً بامتياز، دون أي منافس أو مشارك مثل الصين على وجه الخصوص لتحقيق هذا الهدف، وقد وضعت الولايات المتحدة الأميركية خطة طويلة الأمد لاستخدام تركيا، من خلال دعمها لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لعرقلة وتقييد النفوذ الصيني والروسي في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، من خلال رسم خريطة أميركية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، ورسمت لها خريطة واسعة تستوعب العديد من القوى غير العربية ضمن أطرها وحدودها، لتتفرغ الولايات المتحدة الأميركية بعد ذلك لمحاصرة موسكو وبكين باستخدام جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

من هنا جاءت الخطة الاستخباراتية الأميركية باستغلال تركيا، من خلال الموافقة على ضمها رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشرط أن تستخدم تركيا لاستعادة حلمها التركي القديم في إحياء إمبراطوريتها التركية العثمانية القديمة، لاستعادة تاريخ إمبراطوريتها البائدة مرة أخرى.

تجلى ذلك من خلال التماهي والتقارب الأوروبي والأمريكي مع جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي والدفاع عنهم، مع غض الطرف عن الاتفاقات الظاهرة والخفية التي تجري بين مجموعة الوفاق الليبية والرئيس التركي أردوغان، دون أن يعترض أحد من العاصمة البلجيكية بروكسل إلى واشنطن على الصحوة الأصولية التي ذهب إليها الرئيس التركي أردوغان في طريقه لإحياء إمبراطوريته التركية العثمانية القديمة بمباركة ومساعدة حلف الناتو العسكري، معتبراً تركيا عضواً فيه، بمباركة ومساعدة واشنطن وحلفائها في الغرب.

من هنا تنشط الدوائر الاستخباراتية والأمنية والأكاديمية والدبلوماسية الأميركية في وضع مخططات لنشر الفوضى في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والخليج العربي، وخاصة مصر، باستخدام التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، تمهيداً لاستخدام واشنطن لدائرتها من حلف الناتو العسكري وأعضاء الأمم المتحدة لإصدار قرار في النهاية يقضي بوضع مصر وكل دول الشرق الأوسط تحت حكم الضامن العثماني.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن إدارة الرئيس الأميركي بوش الابن هي التي أطلقت مصطلح الشرق الأوسط الكبير الذي يشمل كل الدول العربية إضافة إلى تركيا وإسرائيل وإيران وأفغانستان وباكستان تمهيداً لإقامة شرق أوسطهم الجديد تحت الحكم التركي العثماني القديم، بحيث تعترف الإمبراطورية التركية العثمانية الجديدة بإسرائيل وتسعى إلى دمجها في المنطقة وفق مبدأ أو قاعدة صوت عثماني أو تركي واحد يمثل كل الدول العربية والإسلامية والخليجية ومنطقة الشرق الأوسط ككل، ومن ثم كانت تركيا حجر الزاوية الذي استخدم في الشرق الأوسط لتحقيق جزء من الخطة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية والغربية، عبر مراحل مختلفة بدأت بزيارات الرئيس التركي أردوغان للولايات المتحدة الأميركية وهو ينسج خيوط الخطة الاستراتيجية الكبرى لاستعادة حلم الإمبراطورية العثمانية التركية القديمة ووضعنا جميعاً تحت حكمها.

عدد من الدوائر الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية شبهت الرئيس التركي أردوغان بالبطل دوريان غراي في رواية أوسكار وايلد الرائعة، مرتديا قناع النقاء والقداسة، بل إنه يظهر نفسه كداعم ومساعد ومدافع عن القضية الفلسطينية، رغم أن الجميع يعلم حقيقة علاقاته بإسرائيل، بل إنه ينظم مؤتمرات أكاديمية دولية في تركيا علناً بمشاركة ودعم وتمويل إسرائيلي كامل.

صورة دوريان غراي هي رواية فلسفية صدرت عام 1891 بقلم الكاتب والمسرحي أوسكار وايلد. نشرت لأول مرة على شكل مسلسل في عدد جويلية 1890 من مجلة ليبينكوت الشهرية، وخشي المحررون نشر القصة كونها غير لائقة، وحذفوا خمسمائة كلمة قبل النشر، وتم ذلك دون معرفة وايلد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!