نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق إستراتيجية الإنتقام هي إستراتيجية الأغبياء

0
253

أكد نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، والنجم السياسي الصاعد يائير غولان، أن إسرائيل لن تتمكن من القضاء على حركة حماس ولا على حزب الله، في الحرب التي تشنها على غزة. ووصف رئيسي حزبي “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، و”ييش عتيد” يائير لبيد، أنهما “الوسطية المتطرفة”. وجاءت أقوال غولان في مقابلة معه نشرتها صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة، وأفادت بأنه يسعى إلى تأسيس حزب يسار ي جديد.

وقال غولان إنه “لن يتم القضاء على حكم حماس، على الأقل في الفترة القريبة. ولن يؤدي الضغط على حماس إلى تفكيك قوتها بشكل كامل. ولأنه ليس متوقعا دراما عسكرية هنا، سنضطر إلى التركيز على تحرير المخطوفين، منع دخول أسلحة إلى قطاع غزة وتوفير رد للاحتياجات الإنسانية في غزة. وهذا لا يعني أنه عندما يتم تحقيق هذه الأهداف ستنتهي المعركة”.

وتطرق إلى الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي يسيطر على شمال قطاع غزة، علما أنه لا يزال يواجه مقاومة في هذه المنطقة. وأشار غولان إلى أنه “في خلفية الإنجاز في شمال القطاع يوجد شرطان مريحان، وهما إجلاء معظم السكان والإدراك أن معظم المخطوفين ليسوا هناك. وهذا سمح لنا بممارسة قوة شديدة”.

استدرك قائلا إن “إسرائيل بإمكانها القضاء على حكم حماس، لكن هل لدينا أكثر من أسابيع معدودة للاستمرار في العملية العسكرية من دون معارضة أميركية شديدة؟ لا على ما يبدو، ونحن ل نعمل في فراغ. وسنضطر إلى الحفاظ على ضغط هجومي متواصل. وأنا أشبّه هذا بعملية السور الواقي (اجتياح الضفة الغربية عام 2002)، التي استمرت ستة أسابيع واستمرينا بعدها بالعمل في الضفة لخمس سنوات أخرى”.

وكان غولان قد صرح في الماضي أن على إسرائيل السعي إلى تسوية مع حماس. وقال اليوم إنه “قلت أمرا في غاية البساطة، وهو أنه لا يبقى أن نبقى مكاننا. وفكرة أنك تجمد التاريخ وتحويله إلى وضع قائم أبدي فشل. ونظرية إدارة الصراع انهارت”.

وتابع غولان، الذي كان عضو كنيست عن حزب ميرتس ووزيرا في حكومة بينيت – لبيد، أنه “دعنا نعترف بالحقيقة، 7 أكتوبر فاجأنا جميعا، فاجأ النسيج السياسي – الأمني كله. ومن يدعي خلاف ذلك يكذب. ومفهوم أنه بالإمكان التوصل إلى تسوية مع حماس تحطم بضجة أصمّت الأذنين. لكن هذا لم يكن مفهوم اليسار. وهذا ما فعله نتنياهو طوال السنين – سأعطيكم مالا قطريا وأنتم تجلسون بهدوء”.

واعتبر أن حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يجب أن يكون من خلال “انفصال مدني مع مسؤولية أمنية. فالخيار هو إما ضم أو انفصال. لا يوجد حل آخر. وعلينا أن نقرر إذا كنا نريد أن نرى دولة واحدة أو دولتان بين البحر والنهر. وهذا لا يتعلق بيمين ويسار. وحقيقة هي أن قادة يمينيين بارزين، مثل أريئيل شارون، تسيبي ليفني ودان مريدور توصلوا إلى الاستنتاج بأنه يجب تقسيم البلاد”.

حول تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، حول “تغيير المعادلة” مقابل حماس، قال غولان إنه “لم يكن هناك تغيير معادلة. وإذا كان هناك حدث وهاجمت موقعا شاغرا لحماس، أو حتى إذا قتل اثنان فيه، هذا ليس تغيير معادلة. وحقيقة أن هذه استمرت”.

وأضاف أن “دولة إسرائيل أخذت مبدأ العمليات الانتقامية، في الخمسينيات، وحولته إلى إستراتيجية. وغُرمنا بفكرة أن ينبغي الرد على أي حدث. ولا يوجد غباء أكبر من هذا. فالإستراتيجية لا تبدأ من طبيعة الرد الذي أنفذه، وإنما برؤية أتجه نحوها”.

وأجاب غولان على سؤال حول حزب الله بما وصفه أنه “خطاب تعيّن على رئيس الحكومة إلقاءه” كالآتي: “يا سكان الشمال الأعزاء، على ما يبدو أننا لن نقضي على الحزب الله في المدى القريب، لكننا نعمل من أجل أن نتمكن أن نستمر في العيش في بلداتنا بأمن، ولذلك أوعزت للجيش الإسرائيلي بحشد ثلاثة أو أربعة أضعاف القوات عن الحدود” مع لبنان.

وأضاف غولان أنه “كقائد للفرقة العسكرية 92 وقائد المنطقة الشمالية (في الجيش الإسرائيلي) كنت أدعو إلى أنه في نهاية الأمر علينا القضاء على حزب الله من خلال اجتياح بري إلى عمق لبنان. ومن يعتقد أنه بالإمكان القيام بذلك من الجو يوهم نفسه. لكن على ما يبدو أن هذا لن يحدث في إطار المواجهة الحالية، وليس بسببنا”.

وتابع أن “الأميركيين لوحوا أمامنا ببطاقة حمراء في هذا السياق. وفي هذه الأثناء يجب توفير الأمن للبلدات الحدودية بواسطة وجود عسكري مكثف عند الحدود”.

وفيما يتعلق بتأسيس حزب جديد لليسار الصهيوني، قال غولان إنه “إذا كان هذا حزب جذاب ونضر، فإنه سيصبّ فيه جميع الذين صوتوا لحزبي ميرتس والعمل، وبضمنهم ناخبو هذا الحزبان الذين اتجهوا إلى غانتس ولبيد”.

وأضاف أن “عدم الحسم هو العمل الأكثر تطرفا. ولذلك أنا أصف ما يفعله غانتس بأنه ’الوسطية المتطرفة’. فرفض الحسم، في القضية الفلسطينية على سبيل المثال، يقودنا إلى تفاقم المشكلة وحسب. وعندما لا تضع إسرائيل حلا، ولا تقرر اتجاها، فإنها تفاقم خطورة وضعها”.