قال رئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي في فيديو بثه عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك ، إن ما يتم تداوله مؤخراً من تسجيلات صوتية نسبت إليه لا أساس لها من الصحة.
مضيفاً في نفس السياق أنه “لم يجمعه أي إتصال بالصحفية شهرزاد عكاشة منذ مغادرتها لتونس” قائلا إن علاقته بها كانت مقتصرة على الإدلاء بتصريحات صحفية بصفته الحزبية في المكتب التنفيذي لحركة النهضة.
الونيسي قال أيضا إنه لم يعتد الدعوة إلى العنف أو استعمال الخطابات العنيفة و إنه لم ينخرط في العمل السياسي داخل حركة النهضة طمعا في المناصب و النفوذ ، بل كان بهدف المساهمة في إنقاذ تونس.
وفي الأثناء أذنت “وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس للفرق الأمنية المختصة بمباشرة الأبحاث اللازمة للكشف عن ملابسات تسجيل صوتي منسوب إلى الونيسي”.
و”تقرّر تكليف الفرقة الأمنية المختصة بإنجاز جملة من الإجراءات الفنية والعلمية اللازمة بخصوص الأطراف ذات العلاقة بالتسجيل الصوتي والاطلاع على مدى صحته (..)
ولكن هل يمكن اعتبار التسجيل الصوتي عبر بصمة الصوت دليل اثبات ضد المعني
يرى محللون أن الصوت يقول الكثير عن صاحبه، فهو يعرض لمحات عن شخصيته وحالته المزاجية والاجتماعية وعمره ووزنه وطوله وتعبيرات وجهه وربما معلومات عن البيئة المحيطة به.
– لا يمكن للأذن البشرية استيعاب وترجمة كل هذه الأمور، ولكن الذكاء الاصطناعي بالطبع يمكنه اكتشافها وتحليلها.
– أطلقت شركات برمجيات يمكنها تحليل مكالمات خدمة العملاء المسجلة لأغراض تدريبية حيث يمكنها أن تتعرف من خلال الصوت على تفاصيل تخص المتحدث.
ذكر باحثون في جامعة “كارنيجي ميلون” في ديسمبر 2017 أنهم تمكنوا من استخدام الذكاء الاصطناعي في رسم صورة ثلاثية الأبعاد لوجه أحد المتحدثين عن طريق تحليل صوته المسجل.
– أكد الباحثون على أن الصوت يشبه الحمض النووي “دي إن إيه” وبصمة الإصبع تماما كما أن العديد من الدراسات أجريت لتحليله وتفسيره منذ عقود فضلا عن التوسع حاليا في الحوسبة السحابية والخوارزميات لتحليل الأصوات.
– أفاد محللون بأن بصمة الصوت تعد الأكثر أمانا وموثوقية والأقل تعرضا للاختراق، وبواسطتها يمكن أن تتعرف السيارة على صاحبها ويمكنها استدعاء آلات أو مركبات وفتح تطبيقات وإعطاء أوامر مختلفة مثلما يحدث في سيارات “بي إم دبليو” و”أودي” التي طورت تكنولوجيا الاتصال والتفاعل مع نسخها الحديثة.
– تنوعت الأجهزة المنزلية الذكية التي طرحتها شركات تقنية في الآونة الأخيرة مثل أجهزة المساعدات الصوتية وشاشات التلفاز التي يمكنها فتح قناة كوميدية تحت الطلب مثلا.
– أشارت مؤسسة معهد “Future Today” للأبحاث والتكنولوجيا “إيمي ويب” أن هذه مجرد البداية بالنسبة لبصمة الصوت، فهي تكنولوجيا المستقبل وسوف تحدث تغيرا كبيرا في السنوات العشر المقبلة.
– أضافت “ويب” أن بصمة الصوت أكثر دقة ويمكن تحليلها بشكل أفضل لبيان الكثير من التفاصيل والمعلومات عن صاحبها.
وتستخدم بعض أقسام الشرطة، في الولايات المتحدة الأمريكية، بصمات الصوت، كدليل في القضايا الجنائية؛ وتستخدم الاجهزة الامنية وخاصة المخابرات الاسرائيلية بصمة الصوت في تتبع الاشخاص المطلوبين بمجرد مطابقة بصمات اصواتهم عبر الهواتف مع تسجيلات سابقة لهم وبالتالي يتم تحديد اماكنهم. لكن بعض الخبراء، يعتقدون أنه من الصعب تفسير بصمات الصوت، وأنها ليست دقيقة، بما يكفي لاستخدامها في تتبع الاشخاص وخاصة بعد ظهور التقنيات الحديثة التي من شأنها تزيف نبرة الصوت.
تعتمد البصمة الصوتية على مبدأين هما أن لكل إنسان جهازا صوتيا فريدا لا يشابهه أحد فيه، الجهاز الصوتي هي أعضاء الجسم التي تساعد في إخراج الصوت مثل: الفم اللسان، القفص الصدري..الخ من حيث شكل وحجم الأعضاء وارتباط بعضها ببعض، وأن لكل إنسان نظاما عصبيا فريداً يتحكم في الجهاز الصوتي.
مميزات البصمة الصوتية:
1- لا تحتاج البصمة الصوتية إلى أجهزة متخصصة لالتقاط البيانات الحيوية من الشخص مثل بصمة الأصبع وبصمة العين، فسماعة الهاتف أو لاقط الصوت المرفق مع أجهزة الحاسوب يقوم بالمهمة.
2- عالجت البصمة الصوتية مشكلة السرقة والتزوير للأرقام السرية و البطاقات.
3- باستخدام البصمة الصوتية يمكن التعرف والتحقق من الشخص عن بعد.
4- ساعدت البصمة الصوتية الأشخاص على عدم حفظ الأرقام السرية.
5- حصرت البصمة الصوتية الاستخدام على الأحياء فقط.
6- سرّعت البصمة الصوتية من عملية التحقق من الهوية، فالتطبيقات المبنية على البصمة الصوتية لا تتطلب وجود موظف.
7- تعتبر البصمة الصوتية بديل جيد للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع الفأرة أو لوحة المفاتيح للحاسوب.
8- البصمة الصوتية طريقة آمنة لمتابعة المستخدم في جميع العمليات والتحقق بأنه الشخص نفسه الذي يحق له استخدام هذه العمليات، بخلاف ما يحدث في الكلمات السرية التي تسمح للمستخدم كامل الصلاحيات لعمل أي عملية أو الدخول إلى النظام بمجرد معرفة كلمة المرور.
سلبيات البصمة الصوتية:
1- تتأثر البصمة الصوتية بالضوضاء، حيث أن الضوضاء يسبب حجب أو تغيير في الموجات الصوتية.
2- تتأثر البصمة الصوتية بالحالة النفسية للمتحدث.
3- تطور أجهزة التقنية مكّنت المحتالين من تغيير خصائص الصوت.
4- البصمة الصوتية لا يمكن تغييرها أو استبدالها إذا دعت الحاجة لذلك لأنها معتمدة على خصائص فيزيائية للمستخدم.
5- البصمة الصوتية معرّضة لإمكانية حصول الخطأ عند التعرف على المستخدم.
6- حصرت البصمة الصوتية الاستخدام على الأشخاص الأصحاء، فالبصمة الصوتية لا تصلح للأشخاص المصابين بداء البُكم.
7- نظام التحقق يتطلب كهرباء مستمرة وغير منقطعة.
تلافي البصمة الصوتية
أي شخص يتكلم عبر الهاتف أو جهاز المُسجل يكون عرضة لتحليل بصمته الصوتية, وأعداد المدربين لاستخدام هذه التقنية بتصاعد مستمر، وبتطور أجهزة الكمبيوتر وظهور أجهزة رقمية للتسجيل الصوتي يتزايد استخدام التقنية على النطاق العالمي.
ونقترح الإجراءات الوقائية التالية عند إجراء مكالمة أو تسجيل لا يراد التعرف على هوية ملقيه:
1- تغيير نبرة الصوت، كترقيقه إن كان خشناً، وتخشينه إن كان رقيقاً عند إجراء المكالمة.
2- وضع قطعة سميكة من القماش، أمام السماعة.
3- تغيير طريقة التنفس أثناء التسجيل.
4- تغيير اللهجة إن أمكن.
5- تشويش الصوت إن لم يكن هناك داعي لوضوحه، كأن تكون مكالمة شخصية.
6- الحذر من استخدام كلمة أو عبارة يكررها الشخص دائماً في حديثه، مثلً: “لا… لا”، “نعم… نعم”… وما شابه. ويستحسن – إن أمكن – كتابة الكلمة أو المكالمة في ورقة – إن لم يكن في ذلك خطر – ومن ثم قراءتها، للتأكد من عدم تضمينها شيء من العادات الخاصة.
7- تغيير الصوت بواسطة الكمبيوتر، باستخدام بعض البرامج الخاصة بتحرير الملفات الصوتية، وهي أفضل الطرق المقترحة.