إنه لا يجيد سوى إستخدام الفرامل

0
1654

أتفق تماما مع صديق لي وهو يصف مواقف رئيس الجمهورية المتتالية من مختلف القضايا التي تتطارحها الساحة السياسية في البلاد فقد شبهه بذلك الرجل الذي يقف وسط سيارة لا يجيد سوى استعمال فراملها أما بقية الأجهزة الأخرى فانه يجهل تماما كيفية استخدامها .

ومما يؤكد ما ذهب اليه صديقي هو وصول عدد المستقيلين من الذين اختارهم قيس سعيد ضمن فريقه الاستشاري السبعة . وهو ما يدفعنا للتساؤل حول قدرته في التفاعل مع الأخر لقد فشل هذا الرجل أن ينجح في التفاهم أو التعاطي مع أناس اختارهم بنفسه ليستشيرهم عند الحاجة فما بالك بالاخرين الذين يضعهم في خانة المتأمرين والناشطين في الغرف المظلمة كما يحلو له دوما استخدام مثل هذه العبارات .

يبدو جليا أنه من العبث مواصلة التعويل على حصول أي تغيير في مواقف الرئيس وخياراته التي تبدو الى حد الان غامضة وغير مفهومة ويصعب فك شيفراتها ان كانت تحتوي على شفرات .

يقدم رئيس الجمهورية على أنه عدو لدود للدكتاتورية ولكنه يحاول أن يتصرف تصرف أعتى الدكتاتوريين فهو يريد أن يشكل الحكومة ويختار رئيسها ويتصرف في المساعدات الدولية بما في ذلك اللقاحات المضادة لكورونا ويستعرض القضايا السياسية أمام العسكريين

وهوسه الدائم بوجود مؤامرات بلغت الحديث عن محاولات اغتيال على غرار الباقات المسمومة والرسالة المجهولة يحيلنا على دكتاتوريين سابقين أبرزهم جوزيف ستالين الذي عمد الى اعدام وتشريد 20 مليون روسي اتهموا بمعاداة الثورة والتامر عليه بمن فيهم من كان متقدما عليه في صف الثورة البلشفية

بعد مضي أكثر من سنة على وصوله الى سدة الحكم في قصر قرطاج يبدو ان الوقت قد حان لقول الحقيقة للتونسيات والتونسيين بأن التعويل على اقناع رئيس الجمهورية بعكس ما يؤمن به ويعتقد أنه قرآنا منزلا غير قابل للنقاش أو التأويل فهو يرى في نفسه الصادق الامين والبقية شياطين فهو الدستور وهو الدولة وهو المنقذ وبالتالي فان مجادلته وتقديم الحجج والبراهين في حضرته سيتحول الى حرث في البحر ومضيعة للوقت .. انه لا يجيد سوى استخذام الفرامل تذكروا ذلك جيدا .