ما يدور بين قصر وقرطاج والقصبة منذ اكثر من شهر ما يشبه حربا باردة بين
الطرفين ويبدو ان ساكن قصر قرطاج يحقق نقاطا تفوق على القادم الجديد في قصر
الحكومة بالقصبة والحرب لا تدور في الكواليس كما هو الشأن مع الحروب الباردة
بل كانت ولا زالت في العلن ومحورها الداخل والخارج .
لم يمض وقت طويل عن عودة رئيس الحكومة المؤقت من جولة خليجية قادته أيضا
الى قطر ليحل امير قطر ضيفا على قصر قرطاج ويقلد بالوسام الاكبر للجمهورية
كعربون صداقة عميقة بين الرجلين . وكانت المواضيع التي تطارحها الرجلان والوفد
المرافق له كان طرحها جمعة في الدوحة على نفس الفريق الذي اصطحب الامير في
زيارته الى تونس .
ويوم السبت كان للرئيس المؤقت موعدا مع ممثلين عن اهالي بن قردان بعد ان بلغ
الاحتقان أوجه بسبب اغلاق المعبر الحدودي بين تونس وليبيا ولم يتوقف الامر عند هذا
الاستقبال بل عبر عن تفهمه لغضب الاهالي بل تعهد بتكوين فريق خاص وإرسال وزراء
إلى بن قردان للوقوف على أسباب تعطل المشاريع الاستثمارية هناك .كما تعهد رئيس
الجمهورية المؤقت بأن يؤدي زيارة إلى المنطقة للاستماع الى مشاكل المواطنين هناك .
وتأتي هذه التحركات التي اجراها قصر قرطاج بعد اقل من ثلاثة اسابيع عن زيارة رئيس
الحكومة المؤقت الى تلك المنطقة التي ازدادت التهابا بعد ايام قليلة عن تعهده خلافا للمرزوقي
ب “مقاومة التهريب والتجارة الموازية ” التي تضر بالاقتصاد الوطني وأن مكافحتها ستكون
من أولويات حكومته “
والامر لم يتوقف عند هذا الحد بل لم يفوت رئيس الجمهورية لاستثمار فرصة الحيرة التي أصابت
عددا كبيرا من التونسيين والتونسيات حول عجز الحكومة عن صرف مرتبات شهر أفريل الجاري .
اذ بادر سيادته الى استدعاء مساعد محافظ البنك المركزي الى قصر قرطاج ليطمئن من خلاله الشعب الحائر حول مصير مرتباته و يتم ذلك في غياب رئيس الحكومة المؤقت ووزير المالية ومحافظ البنك المركزي .
ما من احد يسأل ساكن قصر قرطا ج ان كان ما يقوم به يدخل في باب صلوحياته ام ان الامر لايعدو
محاولة لارباك ساكن قصر الحكومة بالقصبة .