كشفت منظمة “أجيال المستقبل” (Générations Futures) في تقرير حديث صدر بالتعاون مع منظمات أوروبية أخرى، عن ارتفاع مثير للقلق في نسب تلوث الفواكه والخضروات في أوروبا بالمواد الكيميائية المعروفة باسم “المُلوّثات الأبدية” (PFAS)، وهي مواد صناعية خطيرة تبقى في البيئة وفي جسم الإنسان لفترات طويلة وتُشتبه في ارتباطها بأمراض مزمنة.
وبحسب التقرير، فإن التحليل شمل أكثر من 278 ألف عيّنة من الأغذية النباتية تم جمعها بين عامي 2011 و2021 من 20 دولة أوروبية. وأظهرت النتائج ما يلي:
إرتفاع غير مسبوق في معدلات التلوث:
- زيادة بنسبة 220% في نسبة الفواكه الملوّثة بالـPFAS خلال عشر سنوات.
- زيادة بنسبة 247% في تلوث الخضروات بنفس المواد.
- في سنة 2021 فقط، تبيّن أن 14% من الفواكه والخضروات في أوروبا تحتوي على آثار واحدة على الأقل من هذه الملوّثات.
الفواكه الأكثر تلوثًا:
- الفراولة: ملوّثة بنسبة 37% من العيّنات.
- الخوخ: 35%.
- المشمش: 31%.
- في فرنسا تحديدًا، تم تسجيل تلوّث 25% من الفواكه عموماً، وبلغت النسبة 29% في المنتجات المحلية.
الخضروات المعنية:
- الشيكوريا الحمراء كان الأكثر تلوثًا بنسبة 42%.
- يليه الخيار بنسبة 30%.
- وارتفعت نسبة الخضروات الملوثة في فرنسا من 8% سنة 2011 إلى 14% سنة 2021.
وأشار التقرير إلى أن هذه النتائج لا تعكس الحجم الكامل للمشكلة، نظرًا لوجود ثغرات تنظيمية في قوانين الاتحاد الأوروبي، حيث لا تزال عدة أنواع من PFAS غير خاضعة للرقابة في قطاع الزراعة، وخصوصًا تلك المستخدمة في المبيدات.
وبالرغم من أن نسب التلوث المسجلة قد تكون ضمن الحدود القانونية، فإن التقرير نبّه إلى أن “تأثير الكوكتيل” الناتج عن التعرّض المتزامن لعدة مواد ملوّثة قد يكون أشد ضررًا من المواد الفردية، وهو ما لا تأخذه التشريعات الحالية بعين الاعتبار.
وخلصت منظمة “أجيال المستقبل” إلى ضرورة فرض حظر تام على هذه الملوثات الأبدية في كافة القطاعات، بما في ذلك الزراعة، التغليف، والأغذية المصنعة. كما دعت إلى تحديث المعايير الأوروبية لتشمل التأثيرات التراكمية والمتعددة لهذه المواد الخطيرة.
صحيح أن تونس لا تستورد الفواكه والخضروات مباشرة من أوروبا، بل تستورد المواد الكيميائية، فالتأثير سيكون على المنتجات المحلية نفسها التي تُعالج بالمواد الكيميائية، بما في ذلك المبيدات والمستحضرات الزراعية المستخدمة لحماية المحاصيل، وتحديدًا تلك التي تحتوي على PFAS (المعروفة بالملوّثات الأبدية)

