يبدو أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تتجه نحو مرحلة جديدة من التصعيد لتصل اليوم الى حد توجيه شبهات تجسس إلى مسؤول في وزارة الاقتصاد الفرنسية في 19 ديسمبر “التجسس مع قوة أجنبية”، حسبما أعلنت عنه قناة TF1/LCI من مكتب المدعي العام في باريس، مؤكدة المعلومات الواردة من صحيفة لو باريزيان. ووُضِع تحت المراقبة القضائية، ويُشتبه في قيامه بنقل معلومات إلى السلطات الجزائرية.
ويُزعم أن المشتبه به استغل منصبه لإعطاء معلومات سرية وحساسة لشخص “يعمل في القنصلية الجزائرية في كريتيل” في فال دو مارن. ومن بينها “طلبات لجوء لعدد من الأشخاص من الجنسية الجزائرية” المقيمين في فرنسا، تشير إلى النيابة. وبحسب التحقيقات الأولية، فإن “معارضي النظام سيئي السمعة” عبد المجيد تبون سيكونون قلقين. وأكد محامي المسؤول، مي سيبان أوهانيانز، في اتصال مع وكالة فرانس برس، أن موكله كان “ضحية لحملة تهديدات وتلاعب من قبل قوة أجنبية ضيقت الخناق عليه”. وبحسب مصدر مقرب من التحقيق، فإن من بين الملفات المطلوبة جزائريان بموجب مذكرة اعتقال دولية بتهمة الإرهاب، وصحفي لاجئ وجزائري قدم شكوى في فرنسا ضد جنرال.
تم فتح التحقيق القضائي في 20 نوفمبر بتهمة “التخابر مع قوة أجنبية”، و”تسليم قوة أجنبية معلومات حول المصالح الأساسية للأمة”، و”طرح وإفشاء أسرار الدفاع الوطني من قبل الوديع الخاص بها”، و”التحريض على جريمة خيانة أو تجسس دون متابعة” و”انتهاك السرية المهنية”.
وفي الأثناء قررت السلطات الجزائرية رفع دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وفق ما كشف موقع “كل شيء عن الجزائر”، أمس الأربعاء.
وحسب ذات المصدر فإن “الدولة الجزائرية، عبر سفارتها بفرنسا، رفعت دعوى أمام الهيئات القضائية الفرنسية المختصة ضد لويس ساركوزي، على إثر تصريحاته الخطيرة وتهديداته بإحراق السفارة الجزائرية بباريس”.
وصرح لويس ساركوزي ليومية “لوموند” قبل أسابيع قائلا: “لو كنت في الحكم وتم توقيف بوعلام صنصال لقمت بحرق السفارة الجزائرية وأوقفت منح التأشيرات وأرفع التعريفات الجمركية بـ 150 في المئة”.
وكانت جمعية تهتم بالجالية الجزائرية في فرنسا، قد أعلنت غداة تلك “التصريحات الخطيرة” عن رفع دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي.
واتهمت الجزائر،اليمين المتطرف في فرنسا بقيادة حملة تضليل وتشويه ضدها، نافية سعيها لإذلال فرنسا أو التصعيد معها.
يأتي ذلك في أول رد رسمي منها على تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي برينو ريتايو، قال فيها إن “الجزائر تسعى لإذلال فرنسا”، عقب رفضها استقبال مؤثر جزائري رحلته باريس، بعد اتهامه بالترويج لخطاب العنف والكراهية.
وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان: “لقد انخرط اليمين المتطرف المعروف بخطاب الكراهية والنزعة الانتقامية، عبر أنصاره المعلنين داخل الحكومة الفرنسية، في حملة تضليل وتشويه ضد الجزائر، معتقدا أنه وجد ذريعة يشفي بها غليل استيائه وإحباطه ونقمه”.
وأكدت أن الجزائر “لم تنخرط بأي حال من الأحوال في منطق التصعيد أو المزايدة أو الإذلال”، “على عكس ما يدعيه اليمين المتطرف الفرنسي ووكلاؤه والناطقون باسمه”.