في مشهد لافت، أدار نحو 50 مشجعًا إيطاليًا ظهرهم عند عزف النشيد الوطني الإسرائيلي “هتيكفا”، قبل انطلاق مباراة إسرائيل وإيطاليا ضمن دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أُقيمت الإثنين في العاصمة المجرية بودابست، في ما اعتُبر احتجاجًا على الحرب في غزة.
المشجعون، وهم من فئة “الألتراس”، ارتدوا ملابس سوداء ورفعوا لافتة كُتب عليها: “حرية من أجل الفتيان ذوي الألوان الثلاثة”، في إشارة إلى العلم الإيطالي.
صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية أفادت بأن المنتخب الإيطالي طلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) التدخل لوقف المذيع الإسرائيلي الذي دعا الجماهير لترديد هتافات مؤيدة لإسرائيل خلال الشوط الأول.
المباراة التي انتهت بخسارة إسرائيل (2-1) لم تستقطب سوى نحو 2000 متفرج، بينهم حوالي 400 إيطالي، رغم أن الملعب يتسع لعشرين ألف مقعد. وتُقام مباريات إسرائيل في ملعب بوزسيك أرينا ببودابست بعدما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الوضع الأمني في إسرائيل لا يسمح باحتضان اللقاءات على أرضها، في ظل استمرار الحرب مع حماس.
السياسي الإيطالي ألفريدو أنطونيوزي، المنتمي لحزب “إخوة إيطاليا” اليميني المتطرف، اعتذر لإسرائيل واعتبر سلوك الجماهير “مسيئًا” داعيًا إلى معاقبتهم. وقال إن هؤلاء “يتجاهلون حقيقة أن ستة ملايين يهودي قُتلوا في المحرقة”. في المقابل، أشاد السياسي السابق أليساندرو دي باتيستا (حركة خمس نجوم) بالمشجعين، وكتب على فيسبوك: “لقد أحسنوا صنعًا… إسرائيل أسوأ دولة إرهابية في العالم”.
الصحافة الإيطالية كشفت أيضًا أن نفس الجماهير أطلقت هتافات ضد الناشطة الإيطالية إيلاريا ساليس، التي انتُخبت مؤخرًا في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر واليسار، وكانت قد واجهت محاكمة في المجر بتهمة مهاجمة مظاهرة يمينية متطرفة.
إيطاليا تستعد لاستضافة إسرائيل في أوديني يوم 14 أكتوبر المقبل، وسط رفض من مجلس المدينة المحلي، في حين تم الإعلان عن تنظيم احتجاج مؤيد لفلسطين في اليوم نفسه.
الحكومة الإيطالية اليمينية، الداعمة لإسرائيل سياسيًا، كانت قد أوقفت شحنات الأسلحة إليها عقب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، لكنها تواصل تأييدها السياسي لتل أبيب.

