تعيش الخطوط التونسية وضعية صعبة على مستوى أسطولها الجوي، إذ تعاني من تعطل جزء مهم من طائراتها، مما يضطر الشركة الوطنية إلى المزج بين طائراتها الخاصة واستئجار طائرات من شركات أجنبية لضمان استمرار رحلاتها. ومع ذلك، لا يبدو أن تصريحات المسؤولين في وزارتي النقل والسياحة تعكس واقعية الوضع، بل تظل حامسة بطموحات غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن.
وفق المعطيات المتوفرة، يضم أسطول الخطوط التونسية حاليًا:
- طائرة A330 (TS-IFN).
- طائرة A319 (TS-IMQ).
- خمس طائرات A320neo (TS-IMB, TS-IMX, TS-IMY, TS-IMZ)، إضافة إلى طائرات A320 التقليدية (TS-IMU وTS-IMW).
كما تعتمد الناقلة الوطنية على 3 طائرات A320 بالصيغة الجافة أي بدون أطقم (Dry Lease) تحمل التسجيلات: TS-ITA وTS-ITB وTS-ITC.
في المقابل، لجأت الشركة إلى استئجار طائرات إضافية لضمان توازن عملياتها، من بينها:
- طائرة A340 (YR-LRD) تابعة لشركة Legend Airlines.
- طائرة A320 (9H-SWM) من Avion Express Malta.
- طائرة A320 (LY-BRB) من Heston Airlines.
- طائرتان A320 (LY-NVI وLY-MLG) من Avion Express.
غير أن جزءًا هامًا من الأسطول لا يزال خارج الخدمة، حيث توجد 7 طائرات متوقفة عن العمل من بينها: TS-IFM، TS-IMA (A320neo)، TS-ITD، TS-IMR، TS-IMS، TS-IMT، وTS-IMV.
أما الخطوط التونسية السريعة (Tunisair Express)، فهي تشغّل طائرة واحدة من نوع ATR72 (TS-LBG)، إضافة إلى طائرة مستأجرة من نوع Dash 8-400 (9H-MIM) تابعة لشركة Universal Air، في حين تبقى طائرة ATR72 أخرى (TS-LBF) خارج الخدمة.
. هذه المعطيات التقنية تؤكد محدودية قدرة الشركة على تلبية الطلب المتزايد، خاصة خلال مواسم الذروة.
ومع هذا الواقع، انعقدت يوم الاثنين 25 أوت 2025 جلسة عمل بمقر وزارة النقل بحضور وزير النقل ووزير السياحة وعدد من المسؤولين، للبحث في إمكانية بعث خطوط جوية جديدة ودعم السياحة الداخلية والخارجية. وقد أكد الوزيران على “تعزيز جاذبية الوجهة التونسية” و”إطلاق برامج مشتركة لتطوير المطارات والأسطول وتحسين الخدمات”، دون أن يوضحوا خطوات عملية للتغلب على أزمة الطائرات المتوقفة عن العمل ونقص الأسطول.
يبقى التساؤل قائمًا: كيف يمكن للخطوط التونسية فتح خطوط جوية جديدة أو تلبية الطلب المتزايد من أسواق دولية كالصين وألمانيا وروسيا، بينما معظم طائراتها خارج الخدمة؟ الواقع الفني والتشغيلي للأسطول لا يسمح بالمبالغات، والحديث عن “برامج تعزيز الجاذبية” يبدو بعيدًا عن الحقيقة العملية.
غياب الواقعية لدى المسؤولين يعكس فجوة واضحة بين الطموح الإعلامي والسياسات التنفيذية، ويثير مخاوف من استمرار التذبذب في استمرارية الرحلات وتأثيره على قطاع السياحة، الذي يعتمد بشكل مباشر على النقل الجوي. لا بد من مواجهة الحقائق أولًا قبل إطلاق الخطط الكبرى، بدءًا من صيانة الطائرات المتوقفة وتفعيل الأسطول الحالي، لضمان أن الطموحات الحكومية لا تبقى مجرد شعارات بلا أثر على أرض الواقع.
وللمولعين بالمقارنة فهذه وضعية أسطول شركة Nouvelair الذي يعرف تنوعًا مهمًا في الطائرات، يجمع بين الطائرات المملوكة للشركة والطائرات المستأجرة بالصيغة الرطبة (Wet Lease). وفق المعطيات المتوفرة، تمتلك الشركة 15 طائرة، منها 13 من طراز A320 التقليدي وطائرتان من طراز A320neo الأكثر تطورًا وكفاءة في استهلاك الوقود.
إلى جانب ذلك، تعتمد الشركة على ثلاث طائرات مستأجرة من شركات أوروبية، منها طائرتان من Electra Airways وطائرة واحدة من Leav Airways، لتغطية الطلب المتزايد خلال مواسم الذروة أو تعويض أي عطل في الطائرات المملوكة.

