أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، خلال زيارة خاطفة أدّتها أمس إلى تونس، عن دفع جديد لمشروع إنشاء مركز إقليمي للتكوين والتميّز في العلوم الزراعية، يُنتظر أن يرى النور في المدرسة العليا للفلاحة بمقرن (ولاية زغوان).
ويأتي هذا الإعلان في إطار تعزيز الشراكة بين تونس ومؤسسة CIHEAM الأوروبية، وتحديدًا ضمن مشروع “TANIT”، المموّل من التعاون الإيطالي.

وتأتي هذه الخطوة لتكرّس التوجّه الأوروبي نحو دعم التنمية الفلاحية في تونس، خاصة في مجالات التكوين والبحث والتجديد الزراعي، بما يخدم التحولات المناخية، والأمن الغذائي، وتحسين إنتاجية الموارد. وكان المشروع قد شهد انطلاقة رسمية في 4 مارس 2025 خلال زيارة نظّمتها إدارة مشروع TANIT إلى مقر المدرسة العليا للفلاحة بمقرن، بحضور الأمين العام لمنظمة CIHEAM، البروفيسور تيودورو ميانو، ومديري الفروع الثلاثة للمؤسسة (باري الإيطالية، شانيا اليونانية، ومونبلييه الفرنسية).
كما شارك في الزيارة ممثّلون عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية، وعلى رأسهم رئيسة مؤسسة البحث الفلاحي والتعليم العالي (IRESA)، البروفيسور زهرة ليلي شعبان، ومدير ESA Mograne، البروفيسور سليم رويز، إلى جانب عدد من الأساتذة والباحثين.
وخلال الاجتماعات الفنية التي تلت الزيارة، تم الاتفاق على أن يكون المركز منصة للتكوين الإقليمي مفتوحة أمام الدارسين من المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، تركز على التكوين التطبيقي، والبحوث الفلاحية الميدانية، وربطها بسوق الشغل الفلاحي وريادة الأعمال.
كما تم استقبال مجموعة من مديري المدارس و المعاهد العليا للفلاحة للقيام بزيارات ميدانية الى عدة جامعات ايطالية مختصة في العلوم الفلاحية خلال شهر مارس الفارط
ويُتوقع أن يمثل المركز رافعة نوعية للمنظومة الفلاحية التونسية، من خلال إدماج تقنيات الزراعة الذكية، وتدريب الكفاءات الشابة، وتبادل الخبرات مع الشركاء الأوروبيين في مجالات مثل الموارد المائية، الزراعة العضوية، التحوّل الرقمي الفلاحي، وسلاسل القيمة الغذائية. ويأتي هذا التمشي في سياق أوسع يتّجه نحو تحويل تونس إلى نقطة ارتكاز لمشاريع التعاون الفلاحي والبحثي في المتوسط وإفريقيا، وهو ما أجمعت عليه التصريحات الرسمية خلال زيارة ميلوني، التي أكدت دعم إيطاليا لهذا المشروع بوصفه “ركيزة للتنمية المشتركة والاستقرار الإقليمي”.

