تستعد تونس لتسجيل موسم استثنائي لإنتاج وتصدير زيت الزيتون خلال حملة 2025/2026، في وقت أكد فيه رئيس الجمهورية قيس سعيّد ضرورة تنويع الأسواق الخارجية والانفتاح على الأسواق الآسيوية وأمريكا الجنوبية، لتقليص الاعتماد على الأسواق التقليدية وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وخلال لقاء جمعه يوم 6 أكتوبر الجاري بوزير الفلاحة عز الدين بن الشيخ، شدّد رئيس الدولة على أهمية تعزيز حضور زيت الزيتون التونسي في الأسواق العالمية الجديدة، بعد أن أبدت عدة دول في آسيا وأمريكا اللاتينية رغبتها في استيراد المنتوج التونسي المعروف بجودته العالية.
و هذه التوجهات الجديدة تأتي في ظل توقعات قياسية للإنتاج الوطني، إذ من المنتظر أن تبلغ 500 ألف طن من زيت الزيتون خلال الموسم الحالي، بزيادة تُقدّر بـ 47٪ مقارنة بالموسم الفارط (340 ألف طن). كما يُنتظر أن يشهد حجم الصادرات نموًا متواصلاً بفضل الطلب الدولي المتزايد.
ويُعدّ هذا التحول في الاستراتيجية التجارية خطوة هامة للقطاع، خصوصًا بعد أن فرضت الولايات المتحدة في أوت 2025 رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25٪ على وارداتها من الزيت التونسي، ما أثّر على تنافسية المنتج في السوق الأمريكية.
ويُذكر أن السوق التونسية ما تزال محدودة الانتشار في آسيا وأمريكا الجنوبية، إذ لم تتجاوز في عام 2024 صادراتها نحو ست دول فقط هي: السعودية، عمان، فيتنام، الهند، اليابان، والأرجنتين، وفق بيانات Trade Map، ولم تمثّل هذه الأسواق سوى 1.4٪ من إجمالي عائدات التصدير المقدّرة بـ 1.68 مليار دولار في تلك السنة.
ويأمل المراقبون أن تمكّن خطة التوسع نحو الشرق والجنوب من تعزيز مكانة تونس كـ ثالث أكبر مصدر عالمي لزيت الزيتون بعد إسبانيا وإيطاليا، وترسيخ موقعها كفاعل رئيسي في التجارة الدولية للمنتوجات الفلاحية ذات القيمة المضافة العالية.

