الرئيسيةآخر الأخبارمن هم "الجنود النائمون" ؟ عبيد الخليفي يُجيب

من هم “الجنود النائمون” ؟ عبيد الخليفي يُجيب

صدر اليوم، ضمن الكتاب السنوي لمركز المسبار للدراسات والبحوث، بحث علمي محكّم للباحث التونسي عبيد خليفي بعنوان:


“الخلايا النائمة لدى الحركات الجهادية”، وهو ثمرة عمل مطوّل تقني وأمني ومعرفي امتد على أشهر من الجهد المنهجي والتحليل المتعمّق.

ويُعدّ هذا الإصدار إضافة مهمة إلى المكتبة الأمنية والفكرية، بالنظر إلى حساسية الموضوع وتشعّبه، حيث يعالج واحدة من أخطر الظواهر المرتبطة بالإرهاب المعاصر، وهي الخلايا الإرهابية النائمة، التي وصفها الباحث بأنها “أحد أهم المخاطر التي تهدّد كيان الدولة وسلامة المجتمع”، داعيًا إلى التعامل معها من خلال رؤية استراتيجية شاملة تبدأ بالتفكيك العلمي والفكري وتنتهي بالإجراءات الوقائية والمجتمعية.

تفكيك الظاهرة من الداخل

يؤكد الباحث أن هذه الخلايا لا يمكن تصنيفها ضمن جرائم الحق العام أو حتى الجرائم المنظمة الكلاسيكية، بل هي “خطر متماثل ومنتظم ومنتشر”، وتستلزم أدوات رصد استباقي تتجاوز مجرّد الاعتراض التقني للاتصالات، نحو الرقابة المجهرية على السلوك والميول الفردية، بما يسمح بالتدخّل قبل تنفيذ العمليات.

تكنولوجيا الاستقطاب وبروفايل المجنّدين

يلفت البحث إلى أن التنظيمات الجهادية أتقنت استغلال الفضاء الرقمي في عمليات الاستقطاب، مستهدفة فئة عمرية محددة (ما بين 20 و30 سنة)، تعاني من الاغتراب المجتمعي والانعزال النفسي، ويتم شحنها بخطاب ديني تحريفي يحفّزها على تدمير المجتمع والدولة، تحت وهم استعادة أمجاد الماضي.

الحلّ في الشراكة المجتمعية والوقاية الثقافية

يشير الملخص التنفيذي إلى أن الحل الأمني بمفرده غير كافٍ لمواجهة هذه الظاهرة المعقّدة، بل يجب أن يُعزّز بمشروع وقائي شامل يجمع بين التربية، والصحة النفسية، والوعي الثقافي، والمشاركة الشعبية في تفكيك الحواضن التي تغذي هذه الخلايا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

من التنظيم المركزي إلى المبادرة الفردية

يتتبّع البحث تطوّر العلاقة بين التنظيمات المركزية الجهادية وخلاياها النائمة، حيث انتقلت من مرحلة التخطيط والتمويل المركزي إلى مرحلة المبادرة الفردية المستقلة، ما يجعل عملية المراقبة الأمنية أكثر تعقيدًا، ويطرح تحديات جديدة أمام الأجهزة المختصة.

يُذكر أن عبيد خليفي هو باحث تونسي معروف، له عدة مؤلفات ودراسات منشورة حول الحركات الجهادية وتطوّرها التنظيمي والعقائدي، ويُعدّ من الأصوات الأكاديمية التي تشتغل على الظاهرة الإرهابية من زاوية تحليلية متعددة الاختصاصات تجمع بين العلوم السياسية، والدراسات الإسلامية، والأمن السيبراني.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!