ما تزال أصداء الحفل الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب في ختام الدورة العشرين من مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم” تثير الكثير من الجدل، وسط تباين في ردود الفعل بين انتقادات لاذعة وتعاطف إنساني على خلفية حالتها النفسية، وذلك وفقًا لما أورده موقع هسبريس المغربي.
شيرين، التي صعدت إلى خشبة أحد أضخم المهرجانات الموسيقية في العالم العربي، وُضعت في مرمى الانتقادات بسبب اعتمادها المفرط على تقنية “البلاي باك”، بالإضافة إلى إطلالة اعتبرها البعض “غير لائقة” بمقام الحدث الفني، مما دفع عددًا من الحاضرين إلى مغادرة السهرة قبل نهايتها.
ورغم أدائها لمجموعة من أنجح أغانيها، لاحظ الجمهور كثرة غياباتها عن المسرح أثناء السهرة، ما أثار تساؤلات حول جاهزيتها الصحية والنفسية لتقديم عرض مباشر بهذا الحجم.
الإعلامي المغربي فهد الهاشمي اعتبر في تدوينة عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي أن شيرين “انتهت فنيًا” منذ مدة، مشيرًا إلى أن ما يبقيها في دائرة الضوء هو رصيدها القديم وموجات التعاطف التي ترافق أزماتها. وقال بنبرة انتقادية:”لا صوت ولا حضور… لا روح ولا أي مجهود يُذكر في مهرجان عالمي كموازين. إطلالتها لا تليق، وكأنها مدعوة إلى عيد ميلاد عائلي”.
كما وصف أداءها في المهرجان بـ”الكارثة”، خاصة مع اعتمادها على الغناء المسجّل، معتبرا أن ذلك يعد استهانة بالجمهور وعدم احترام لقيمة الحدث.
من جهتها، عبّرت الفنانة المغربية نجاة رجوي عن حزنها لما شاهدته خلال السهرة، قائلة عبر حسابها على فيسبوك:”أنا أعشق شيرين… صوتها وإحساسها وعفويتها، وتألمت لرؤيتها على تلك الحال. كانت تائهة وتغني بلا روح، وكان ينبغي على من حولها أن يمنعوها من الصعود إلى المسرح في ظل حالتها النفسية”
أما الكوميدي المغربي أسامة رمزي، فقد اختار السخرية، مشيرًا إلى أن أداء شيرين في حفلات سابقة، خاصة في السعودية، كان أفضل بكثير، مضيفًا أن عروض فنانين مغاربة مثل “طوطو” و”بودشارت” كانت أكثر نجاحًا وجذبًا للجمهور.
في المقابل، خرج الدكتور نبيل عبد المقصود، الطبيب المعالج للفنانة شيرين، بتصريح لإحدى القنوات المصرية نافى فيه كل ما يُشاع حول تدهور حالتها الصحية أو النفسية، مؤكدا أنها بصحة جيدة، وأن الهجوم عليها غير مبرر. وأضاف:”هل يُعقل أن تُرضي شيرين الجميع؟ صعدت إلى المسرح وقدّمت عرضها، وهذا ما يهم. علينا أن نساند الفنانين لا أن نحطمهم، فهم بحاجة إلى دعم بيئتهم لا هجوماتها”.
ويأتي هذا الجدل ليلقي الضوء مجددًا على التوتر القائم بين توقعات الجمهور من الفنانين، وظروفهم الشخصية والإنسانية، في واحدة من أكثر السهرات التي أثارت الانقسام في تقييمها بمهرجان “موازين” هذا العام.

