في ظلّ أجواء إقليمية متوترة ووسط تصعيد عسكري بين إيران و إسرائيل، تعتزم كل من ألمانيا و فرنسا و بريطانيا عقد محادثات نووية مع وزير الخارجية الإيراني يوم الجمعة القادم في مدينة جنيف السويسرية، وفق ما أوردته وكالة “رويترز” نقلًا عن مصادر دبلوماسية مطلعة.
ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، على أن تنطلق الجلسة بمشاورات مع المسؤولة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالا، قبل الجلوس إلى طاولة الحوار مع الجانب الإيراني.
وتهدف هذه المحادثات إلى:
- خفض التوتر الإقليمي المتصاعد بعد المواجهات العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل؛
- بحث سبل استئناف الالتزامات النووية الإيرانية في إطار اتفاق 2015، أو على الأقل التفاوض على إطار جديد للرقابة والشفافية؛
- تعزيز المسار الدبلوماسي الأوروبي بعد فشل الجهود الأمريكية في تهدئة التصعيد.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت حساس للغاية، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة تبادلاً للضربات الجوية بين إسرائيل وإيران، أدّت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من الطرفين، وسط تحذيرات دولية من خطر انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع.
ويؤكد مراقبون أن الأوروبيين يسعون من خلال هذا اللقاء إلى سد الفراغ الدبلوماسي الناتج عن حياد الولايات المتحدة الجزئي، وإيصال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن الأبواب الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، لكن الوقت يوشك على النفاد.
تصريحات أوروبية متشددة
- المستشار الألماني فريدريش ميرز دعا طهران إلى ضبط النفس، ملوّحًا بـ”عواقب أشد” إذا واصلت تصعيدها العسكري.
- من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارتو أن باريس “لن تقف مكتوفة اليدين إزاء زعزعة الاستقرار الإقليمي”.
- كما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامبل إلى “العودة إلى الالتزامات النووية الكاملة، كسبيل وحيد لتفادي المواجهة”.
لم يصدر إلى حدود مساء اليوم الأربعاء أي تعليق رسمي من طهران، لكن مصادر إيرانية مقرّبة من وزارة الخارجية لمّحت إلى أن “إيران منفتحة على الحوار إذا لم يكن مشروطًا أو مصحوبًا بتهديدات ضمنية”.
وتشير التحليلات إلى أن هذا اللقاء قد يمثّل آخر نافذة لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي قبل تحوّله إلى ملف أمني مفتوح على كل الاحتمالات، خاصة في ظل موقف إدارة ترامب التي تلوّح بالتدخل دون إعلان رسمي مباشر.

