أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الأربعاء، إعفاء الكولونيل ناثان ماكورماك، الضابط البارز في هيئة الأركان المشتركة، من منصبه بشكل مؤقت، وذلك بعد تسريب منشورات نُسبت إليه على منصة “X” وصف فيها إسرائيل بأنها “طائفة موت”، واعتبر أن الولايات المتحدة “تعمل كوكيلة لصالح إسرائيل في الشرق الأوسط“.
وكان ماكورماك يشغل منصب رئيس فرع شمال أفريقيا وبلاد الشام (Levant and North Africa Division) ضمن مديرية التخطيط الاستراتيجي في هيئة الأركان المشتركة (J5)، وهو موقع حساس ضمن منظومة صنع القرار العسكري الأمريكي في المنطقة.
بحسب ما ورد في المنشورات، وصف ماكورماك إسرائيل بـ”الأسوأ بين حلفاء أمريكا”، واعتبر أن الدعم غير المشروط الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب يُعد تهديداً لاستقرار المنطقة، داعياً إلى “إعادة تقييم العلاقة مع نظام يزرع الموت ولا يحترم القوانين الدولية”.
وقد أثارت تصريحاته موجة انتقادات داخلية، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى إصدار قرار فوري بإعفائه من مهامه، وفتح تحقيق داخلي في القضية.
رد البنتاغون
أكد مسؤول في البنتاغون لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية أن “آراء الكولونيل ماكورماك لا تعكس بأي شكل من الأشكال الموقف الرسمي لوزارة الدفاع، وأنه تم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة حفاظاً على مبدأ الحياد السياسي والعسكري في تعامل الجيش الأمريكي مع النزاعات الدولية”.
ماكورماك يحذف حسابه
فيما لم يصدر عن الضابط أي توضيح رسمي حتى الآن، لوحظ أنه قام بحذف حسابه الشخصي على منصة “X” بعد انتشار منشوراته بشكل واسع على الإنترنت، مما يرجّح أنه يتعرض لضغوط داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية.
أشارت مصادر إعلامية متطابقة إلى أن الكولونيل ماكورماك سيخضع لتحقيق داخلي قد يُفضي إلى عقوبات تأديبية أو تسريح رسمي من الجيش، بحسب نتائج التحقيق الجاري.
يشير مراقبون إلى أن هذه الحادثة تُسلّط الضوء مجدداً على الانقسام المتصاعد داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية بشأن السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتداعيات الإنسانية والسياسية التي تلتها.
