تؤكد تونس مرة أخرى ريادتها في مجال المساواة بين الجنسين في القطاعين الاقتصادي والمالي، مسجلة أعلى معدل في منطقة شمال إفريقيا بنسبة 53٪ وفق مؤشر النوع الاجتماعي في إفريقيا (AGI)، متجاوزة المتوسط القاري البالغ 50.3٪.
وجاء ذلك على لسان أريانّا لومباردو، المسؤولة عن الأسواق المباشرة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة Crif المتخصصة في المعلومات الائتمانية المصرفية، والتي ستشارك غدًا مع إليزا مايوني، مديرة تطوير الأعمال ذات الخبرة في تونس والمغرب، في فعالية “النساء في التمويل” بمدينة قمرت شمال العاصمة.
وأوضحت لومباردو أن الفعالية تهدف إلى أن تكون منصة للحوار حول تجارب الاحترافية ودور المرأة في القطاع المالي، إضافة إلى استعراض الأطر التنظيمية التي تدعم النساء في المناصب العليا. كما أشارت إلى أن القيادة النسائية تمثل “طريقة مختلفة لتصور دور القائد”، معتبرة أن إدارة فرق تضم نسبة كبيرة من النساء وفرص متنوعة ليست تحديًا، بل فرصة لتعزيز الثقة والتمكين.
ويعزو الخبراء التقدم التونسي إلى إطار قانوني نسبيًا متقدم وسياسات دمج البعد الجندري في الاقتصاد، ما ساهم في زيادة مشاركة النساء في سوق العمل وعمليات اتخاذ القرار، في وقت لا تتجاوز فيه نسبة النساء في المناصب العليا بالبنوك في بعض الدول الأخرى 4٪ كمديرات عامة و7٪ كرئيسات مجالس إدارة.
وعلى الرغم من التقدم، لا تزال تونس تواجه تحديات هيكلية وثقافية، بما في ذلك ارتفاع معدلات بطالة النساء، الانتشار الواسع للعمل غير الرسمي، وصعوبات الوصول إلى التمويل الاستثماري. ومنذ التسعينيات، ساهمت برامج التمويل الأصغر ومبادرات دولية في تعزيز وصول النساء إلى الخدمات المالية، خصوصًا في المناطق الريفية، فيما لا يزال وجودهن في المناصب التنفيذية دون المستوى المتوقع.
وأكدت لومباردو أن تقليص هذه الفجوات يتطلب “تعزيز سياسات التوجيه المهني، واستثمارات حساسة للجندر، وربط الإصلاحات الاقتصادية بالتغيير الثقافي”.
تجدر الإشارة إلى أن Crif، المؤسسة المشاركة في الفعالية، تأسست عام 1988 وتعد من أبرز مزودي الخدمات العالمية للمعلومات التجارية وإدارة الائتمان والتسويق، وتمتلك حضورًا قويًا في آسيا والشرق الأوسط والهند، وتقدم تصنيفات ائتمانية مستقلة معترف بها في الاتحاد الأوروبي.
** وكالة نوفا
