أعلنت الخدمة الإعلامية للجيش الأمريكي (DVIDS)، أن حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة “USS Gerald R. Ford”، أكبر حاملة طائرات في العالم، إلى جانب المدمرة الحربية “USS Bainbridge” من فئة “Arleigh Burke”، شاركتا خلال شهر أكتوبر 2025 في تمرين عسكري بحري مشترك مع البحرية التونسية في عرض البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي هذا التمرين في إطار تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في المجال البحري، الذي يشهد تصاعدًا في التحديات الأمنية المرتبطة بحماية السواحل، وتأمين الملاحة، ومكافحة التهديدات غير التقليدية في المنطقة المتوسطية.

أكبر حاملة طائرات في التاريخ
وتُعدّ “USS Gerald R. Ford” أحدث وأكبر حاملة طائرات في العالم، وتُجسّد الجيل الجديد من حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، بقدرات تقنية متطورة تشمل أنظمة إطلاق طائرات حديثة، ومنظومات دفاع متقدمة، إضافة إلى قدرتها على استيعاب عشرات الطائرات والمروحيات العسكرية، ما يجعل مشاركتها في هذا التمرين حدثًا عسكريًا لافتًا من حيث الرمزية والرسائل الاستراتيجية.

أما المدمرة “USS Bainbridge”، فهي من القطع البحرية المتطورة المخصصة لحماية المجموعات القتالية، وتتميز بقدرات عالية في مجال الدفاع الجوي والعمليات البحرية المتعددة المهام.
أهداف التمرين المشترك
وبحسب المعطيات التي نشرها الجيش الأمريكي، فإن هذا التمرين يندرج ضمن سلسلة من الأنشطة العسكرية المشتركة الهادفة إلى:
- تعزيز الجاهزية العملياتية للبحريتين
- دعم التنسيق المشترك في تأمين الملاحة البحرية
- تبادل الخبرات في مراقبة المجال البحري
- تطوير قدرات الاستجابة للأزمات والطوارئ في البحر
كما يهدف التمرين إلى رفع مستوى التنسيق الفني والعملياتي بين الوحدات التونسية والأمريكية، بما يعزز قدرة تونس على حماية سواحلها الممتدة على أكثر من 1300 كيلومتر.

دلالات استراتيجية لتونس
وتكتسي هذه المناورات أهمية خاصة لتونس، باعتبار موقعها الجغرافي المحوري في قلب البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها فاعلًا أساسيًا في معادلات الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التحولات الأمنية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، سواء على مستوى الهجرة غير النظامية، أو شبكات التهريب، أو التهديدات العابرة للحدود.
ويرى متابعون أن مشاركة البحرية التونسية في تمرين مع أضخم قطعة بحرية في العالم تعكس ثقة الشريك الأمريكي في القدرات المهنية للقوات المسلحة التونسية، كما تعزز موقع تونس كشريك أمني موثوق في الضفة الجنوبية للمتوسط.
تعاون عسكري متواصل
ويأتي هذا التمرين ضمن سياق تعاون عسكري وأمني متواصل بين تونس والولايات المتحدة يشمل مجالات متعددة من بينها:
- التكوين والتدريب
- تبادل المعلومات
- دعم القدرات اللوجستية
- المناورات المشتركة البرية والبحرية
وكانت تونس قد شاركت خلال السنوات الماضية في عدة تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية، في إطار شراكات ثنائية وإقليمية تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
رسائل سياسية وأمنية
ولا تخلو هذه المناورات من رسائل سياسية وأمنية، تعكس حرص واشنطن على تعزيز حضورها العسكري في المتوسط، وتأكيد أهمية الشراكة مع الدول الحليفة في شمال إفريقيا، وفي مقدمتها تونس، التي تُعدّ عنصر توازن واستقرار في محيط إقليمي شديد الاضطراب.

