الرئيسيةآخر الأخبارأين إختفى الطبوبي؟ غياب يفتح أبواب التأويل

أين إختفى الطبوبي؟ غياب يفتح أبواب التأويل

أثار غياب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، وتكليف فاروق العياري بمهام الأمانة العامة بالنيابة، موجة من الجدل والتكهنات بشأن مستقبل القيادة داخل المنظمة الشغيلة، خاصة في ظل مناخ سياسي متوتر وتصاعد الحملات الموجهة ضد الاتحاد على شبكات التواصل الاجتماعي.

ووفق ما تم تداوله، فإن الطبوبي في عطلة سنوية خلال شهر أوت، وهو ما أكده غسان القصيبي، الملحق الصحفي بالاتحاد، الذي شدد على أن “الأمين العام أخذ أيام راحة وسيعود إلى مكتبه في الأيام القادمة”، مضيفًا أن “الاتحاد مؤسسة عريقة تعتمد على العمل الجماعي، ومن الطبيعي أن يتولى الأمين العام المساعد المكلف بالنظام الداخلي، فاروق العياري، مهام الأمانة العامة بالنيابة، وفق ما جرت عليه العادة منذ تأسيس الاتحاد”.

ورغم التوضيحات الرسمية، أثار هذا الغياب المفاجئ في هذا التوقيت الحساس تساؤلات حول إمكانية انسحاب الطبوبي تدريجيًا من المشهد، خاصة بعد التدوينة اللافتة للنقابي المولدي الجندوبي، التي تحدث فيها عن “الانسحاب” و”المعركة” و”الخيانة”، في إشارات فُسّرت على أنها تعكس صراعات داخلية أو توجهات لإعادة هيكلة القيادة الحالية قبل المؤتمر الوطني المزمع عقده في مارس القادم.

ويأتي هذا التطور في وقت تتسم فيه العلاقة بين الاتحاد وحكومة الرئيس قيس سعيّد بالتوتر، وسط اتهامات موجهة لما يسمى بـ”التنسيقيات” و”الهياكل التفسيرية المؤقتة”، التي تنشط على منصات التواصل الاجتماعي، بقيادة حملات تحريضية ضد الاتحاد، في محاولة لإضعاف موقعه كمؤسسة وطنية ذات ثقل تاريخي واجتماعي.

ويؤكد المتابعون أن ما يحدث داخل الاتحاد اليوم هو انعكاس لصراع أعمق حول مستقبل المنظمة في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية الراهنة، حيث تتزايد الضغوط لإحداث تحولات جذرية داخل القيادة النقابية، بعد الجدل الذي أثاره تنقيح الفصل 20 من النظام الداخلي في السنوات الماضية.

وقد جاء الجدل الحالي عقب تدوينة نشرها السياسي والحقوقي عبد الوهاب الهاني عبر صفحته على فيسبوك، تساءل فيها عما يجري داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، مشيرًا إلى “تكليف الأخ فاروق العياري بمهام الأمانة العامة بالنيابة”، وتحدث عن “أنباء من البطحاء” تفيد بأن الأمين العام نور الدين الطبوبي في عطلة صيفية طيلة شهر أوت.

وتساءل الهاني عمّا إذا كان هذا الغياب “تمهيدًا للتنحي التدريجي” قبل مؤتمر مارس المقبل، ملمّحًا إلى أن ذلك قد يكون “طيًا لصفحة لعنة تنقيح الفصل عشرين من النظام الداخلي”. كما أشار إلى ما وصفه بـ”حملات تحريضية منسقة من التنسيقيات الفوضوية ضد المركزية النقابية”.

وفي انتظار عودة الطبوبي من عطلته، تظل الأنظار مشدودة نحو بطحاء محمد علي، بحثًا عن مؤشرات توضح ما إذا كانت البلاد مقبلة على تغييرات كبرى داخل بيت الاتحاد، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد “غيبة صغرى” ضمن ديناميكية العمل النقابي اليومي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!