قال حسام الدين الجبابلي، المسؤول في الحرس الوطني، “قمنا بتفكيك خيام تؤوي سبعة آلاف مهاجر في غابات بلدة العامرة، والعملية لا تزال مستمرة بحضور القوات الأمنية وطواقم طبية والحماية المدنية”.
وقال لرويترز إنه خلال العملية تم اعتقال عدد منهم بسبب العنف وجرائم، وبدأت عمليات ترحيل قسرية إلى أوطانهم منذ مساء أمس الجمعة. وأضاف أن السلطات تسعى في الوقت نفسه إلى إعادة الآلاف إلى أوطانهم بشكل طوعي.
ولم يقدم الجبابلي أرقاما عن عدد المهاجرين المتوقع ترحيلهم قسرا، لكنه قال إن هناك عددا كبيرا. وذكر أنه تم ضبط أسلحة بيضاء، بما في ذلك السكاكين والسيوف، بحوزتهم.
وتقول الحكومة التونسية إن نحو 20 ألف مهاجر يعيشون في خيام في الغابات في بلدات العامرة وجبنيانة بعد أن منعتهم السلطات من الوصول لأوروبا في قوارب عبر البحر المتوسط.
وأصبح تدفق الآلاف من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء قضية شديدة الحساسية وتثير التوتر في تونس.
وفيما كانت عملية تفكيك الخيام متواصلة انطلق السؤال الذي لا اجابة له أين ذهب هؤلاء ولماذا لم يقع ترحيلهم جميعا دفعة واحدة .
وفق تصريحات المتحدث الرسمي باسم الادارة العامة للحرس الوطني للاعلام المحلي و الاجنبي ، فإن :
– ” بعضهم تفرق في البرية “
-“سيتم توفير أماكن ايواء مؤقتة للحالات الاستثنائية مثل الحوامل و الاطفال و المرضى”
-“بعضهم موضوع متابعة قضائية على خلفية جرائم تم ارتكابها “
-” عدد هام عبر عن رغبته في العودة الطوعية ” و يجري التنسيق لتنظيم رحلات العودة .
ولكن هل عملية الترحيل سهلة بالنسبة للسلطات التونسية …
حسب التجارب السابقة وفي دول أخرى بما في ذلك الدول الغربية تؤكد لنا أن الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعها الكثيرون في ألمر في غاية من التعقيد وتمر بمراحل عديدة من بينها
أولا التمكن من ايجاد أرضية لغوية للتخاطب مع المهاجر اذ غالبا ما يعمد عدد منهم الى التخلي عن اللغات المتداولة سواء فرنسية أو انقليزية أو حتى برتغالية ويخاطب اممثلي السلطة بلهجة قريته أو قبيلته
ثانيا تحديد هوية المهاجر وجنسيته اذ يعمد عدد من هؤلاء الى التخلي عن وثائقهم الرسمية وهكذا يصعب تحديد البلد الذي قدم منه
ثالثا وبعد تجاوز المراحل السابقة لا بد من معرفة ان كان هذا المهاجر يصنف في خانة المهاجر غير غير النظامي أم انه سيصنف في خانة اللاجئ اذا ما كان البلد الذي قدم منه في حالة حرب ومصنف دولية بأنه غير أمن
رابعا ضمان التواصل مع سفارة بلد المعني بالترحيل وان كان لها تمثيلية ديبلوماسية في تونس لتمكنه من وثيقة سفر مؤقتة .
