أسطول الصمود العالمي، الذي سينطلق اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 من ميناء سيدي بوسعيد في تونس، يواجه تحديات غير مسبوقة في مسعاه لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. الأسطول، الذي يضم مئات الناشطين من أكثر من 40 دولة، يهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر البحر، متحديًا الحصار الذي تفرضه إسرائيل.
قبل ساعات من انطلاقه، تحدث عدد من المنظمين تعرض الأسطول لعدة هجمات، أبرزها استهداف سفينة “ألما” الإسبانية بطائرة مسيرة أثناء رسوها قبالة سواحل تونس، مما أسفر عن أضرار بالغة في السفينة دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم. في وقت سابق، تعرضت سفينة أخرى تابعة للأسطول، تُدعى “فاميلي”، لهجوم مماثل، مما أثار تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات.
السلطات التونسية نفت أن تكون الهجمات ناتجة عن عمل عدائي خارجي، مشيرة إلى أن الحريق الذي نشب في السفن قد يكون ناتجًا عن خلل داخلي. ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة حول الجهة التي تقف وراء هذه الهجمات، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والضغوط الدولية.
رغم هذه التحديات، أكد منظمو الأسطول عزمهم على مواصلة رحلتهم نحو غزة، معتبرين أن هذه الهجمات لن تثنيهم عن هدفهم السلمي في كسر الحصار وتقديم الدعم لأهل غزة.
في هذا السياق، يطرح السؤال: ما الذي ينتظر أسطول الصمود في رحلته نحو غزة؟ هل سيواجه مزيدًا من الهجمات والتحديات، أم ستتخذ الجهات الدولية والمحلية إجراءات لحمايته وضمان وصوله إلى هدفه؟
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا الأسطول وما إذا كان سيحقق هدفه في كسر الحصار عن غزة أم سيواجه مزيدًا من العراقيل.
منذ 1988 وحتى اليوم تتبع إسرائيل سياسة مزيج بين السرية العسكرية والمراقبة الاستخباراتية والمواجهة المحدودة مع الحرص على إبقاء السيطرة على الحصار البحري العبرة الكبرى من 1988 و2010 أن إسرائيل مستعدة لاستخدام القوة المباشرة لمنع رمزية سياسية أو كسر الحصار لكنها توازن بين التدخل العسكري والضغط الدبلوماسي لتجنب أزمات أكبر أي أسطول حرية مستقبلي سيواجه مراقبة دقيقة اعتراض قبل الوصول واحتمال صدام محدود إذا رأى الجيش تهديدا مباشرا
جدول زمني شامل لتعامل إسرائيل مع أساطيل الحرية ومحاولات كسر الحصار على غزة منذ 1988، يشمل كل الحوادث الكبرى وطريقة التدخل والنتائج السياسية والدولية:
| السنة | الاسم/الحدث | الهدف الفلسطيني | طريقة تدخل إسرائيل | النتائج السياسية والدولية |
|---|---|---|---|---|
| 1988 | سفينة العودة (Sol Frien) | إعادة 200 فلسطيني مبعد إلى ميناء حيفا، بمرافقة صحفيين وشخصيات دولية | عملية سرية: زرع لغام مغناطيسي بالغواصين أدى إلى إغراق السفينة في ليماسول. سبقها اغتيال ثلاثة قياديين فلسطينيين بالإمارات القبرصية. | نجاح إسرائيل في منع المبادرة، إظهار السيطرة على الحصار. لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها رسمياً، أثارت جدلاً دبلوماسياً محدوداً. |
| 2008 | أول أسطول حرية حديث | كسر الحصار البحري على غزة، نقل مساعدات وإنشاء رمزية دولية | اعتراض السفن في المياه الدولية، تفتيشها ونقل الركاب والمواد إلى ميناء إسرائيلي | وصلت السفن إلى إسرائيل دون صدام دموي. الحدث أبرز سيطرة إسرائيل على الممرات البحرية، مع انتقادات حقوقية دولية محدودة. |
| 2010 | أسطول الحرية – Mavi Marmara | كسر الحصار البحري، نقل مساعدات دولية وإعلامية، دعم رمزية حقوقية | تدخل عسكري مباشر في المياه الدولية، مواجهات على ظهر السفينة، مقتل 9 ناشطين وإصابة العشرات | أزمة دبلوماسية كبيرة مع تركيا، انتقادات دولية واسعة، لكن الحصار البحري على غزة استمر. |
| 2011–2014 | محاولات فردية وصغيرة | نقل مساعدات أو رمزية سياسية | مراقبة استخباراتية، اعتراض السفن قبل الاقتراب من غزة | معظم المبادرات أُحبطت قبل الوصول، دون صدام دموي كبير. |
| 2015–2020 | أساطيل صغيرة ومنظمات أوروبية | مساعدات ورفع الوعي الإعلامي | مراقبة ومصادرة السفن، الضغط الدبلوماسي على الدول المنظمة | تجنّب المواجهة العسكرية المباشرة، استمرار الحصار، تحركات دبلوماسية محدودة ضد إسرائيل. |
| 2023–2025 | أساطيل حديثة مفترضة | دعم غزة إعلامياً وإنسانياً، كسر الحصار | المتوقع: مراقبة استخباراتية، اعتراض في المياه الدولية، استخدام القوة المحدودة إذا لزم | استمرار الحصار، احتمال صدامات محدودة، ردود فعل دبلوماسية متفرقة حسب جنسيات المشاركين. |

