بعد أيام قليلة على إعلانه انطلاقة جديدة وتقديمه رؤيته الاقتصادية والاجتماعية للرأي العام، تعيش حركة “أوفياء للوطن” عاصفة داخلية غير مسبوقة تهدد بتفكيكه من الداخل، وسط تبادل حاد للاتهامات بين قياداته، ومطالبات بفتح ملفات التسيير والشفافية.
البداية كانت مع بيان ناري أصدرته ريم المولهي، المديرة التنفيذية للحزب، كشفت فيه عن ما وصفته بـ”الانفلات والتسيب والتعسف في إدارة الحزب”، متهمة القيادة الحالية بالتفرد في اتخاذ القرارات، وتضليل الرأي العام بشأن وجود مقر رسمي للحزب، إلى جانب تهميش العسكريين المتقاعدين المؤسسين الأصليين للحزب، واستغلالهم كواجهة إعلامية فقط.
كما استنكرت المولهي ما اعتبرته تصريحات إعلامية “مشينة” أدلى بها رئيس الحزب والأمينة العامة، ووصفتها بأنها مسيئة للحزب وتشوه سمعته وتدخّلت في القضاء وشككت في مؤسسات الدولة. وقالت إن الحزب أصبح أداة لـ”التشويش والتشكيك والمتاجرة السياسية”، داعية إلى اجتماع عاجل لاتخاذ قرارات مصيرية، ومهددة باللجوء إلى القضاء في حال استمرار التجاهل.
الموقف الذي عبّرت عنه المولهي وجد دعمًا مباشرًا من عدد من أعضاء الحزب، وفي مقدمتهم محمد المكشر، المنسق الوطني ومدير الهياكل،وهو عسكري متقاعد الذي أصدر بيانًا مساندًا للمولهي، حيّا فيه شجاعتها و”رفضها الانخراط في مناورات مشبوهة”، مؤكدًا أن ما جاء في بيانها يعكس صوت الغيورين على الحزب، ودعا إلى الوقوف إلى جانبها لإنقاذ “أوفياء للوطن” من الانحراف والانتهازية.
في المقابل، تلتزم الأمينة العامة زكية الكسراوي الصمت الرسمي، رغم أنها كانت قبل أيام قليلة في مقدمة المشهد السياسي، حيث قدمت خلال ندوة صحفية رؤية الحركة الاقتصادية والاجتماعية، مطالبة بربط مباشر مع رئاسة الجمهورية دون وساطة، ومنتقدة أداء الحكومة الحالية في مجالات الاقتصاد والفلاحة.
إلا أن الوضع تصاعد بشكل لافت صباح اليوم، مع نشر تدوينة غامضة منسوبة إلى الكسراوي تتضمن عبارات هجومية:”ما رأيكم في ثعلب تفوح منه القذارة ويسكنه العفن، يتهكم على لبوة ذاع صيتها وعبقت منها روائح الورد والطيب؟
رغم عدم وضوح الجهة المستهدفة، إلا أن التدوينة قد تزيد من تأجيج الأزمة الداخلية، واعتبرها البعض هجومًا مبطنًا على ريم المولهي.
