استضاف الحرس الوطني لولاية وايومنغ الأميركية وفدًا من القوات المسلحة التونسية في إطار برنامج تبادل تدريبي استمر لمدة أسبوع، ركّز على تطوير ضباط الصف، وذلك ضمن جهود تعزيز الشراكة المتواصلة بين البلدين من خلال برنامج الشراكة بين الولايات (State Partnership Program).
وأوضح الرقيب إيريك وينر، كبير ضباط الشؤون المدنية والمكلف حاليًا بمكتب التعاون الأمني في القيادة الأميركية لإفريقيا (AFRICOM) بتونس، أن الهدف من هذه الزيارة هو عرض نموذج الجيش الأميركي في تمكين ضباط الصف وتعزيز القدرات القيادية على مختلف المستويات.
وقال وينر: “رغم أن الجيش التونسي يُعد من أقوى الجيوش في إفريقيا، إلا أننا نرغب في إطلاعهم على كيفية اعتماد الجيش الأميركي على فئة ضباط الصف لتطوير وتعزيز قدراته. نحن نمنحهم الأدوات التي تساعدهم في تطوير ضباط صفهم وزيادة الكفاءة العامة على غرار ما قمنا به في الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الجيش التونسي هي محدودية الموارد المالية وعدم توفر بنية تحتية عسكرية حديثة، مؤكدًا أن هذه الزيارة تتيح للضباط التونسيين فرصة الاطلاع المباشر على آليات العمل في المؤسسات العسكرية الأميركية، مما قد يسهم في إيجاد حلول مبتكرة وفعالة تُناسب الإمكانيات المتاحة لديهم.
وتضمن البرنامج جولات ميدانية إلى منشآت الحرس الوطني في وايومنغ، وورشات تدريبية بقيادة ضباط صف أميركيين، بالإضافة إلى فرص لتبادل الخبرات والتجارب بين الجنود التونسيين ونظرائهم الأميركيين. وركّز التدريب ليس فقط على الجوانب التكتيكية العسكرية، بل أيضًا على مفاهيم القيادة، والتوجيه، ودور ضباط الصف في تحقيق نجاح المهام.
من منظور الشؤون المدنية، شدد وينر على أهمية تمكين ضباط الصف ومنحهم صلاحيات اتخاذ القرار بشكل مستقل، خاصة في الفرق الصغيرة التي تتطلب مرونة عالية، حيث يُطلب من الجنود المجندين غالبًا تولي مسؤوليات عادة ما تكون مخصصة للضباط.
وأضاف: “نرغب في نقل هذا المفهوم إلى تونس، من خلال تدريب الجنود على العمل باستقلالية دون الحاجة الدائمة إلى أوامر مباشرة. هذا من شأنه أن يُنتج قوة عسكرية أكثر كفاءة واستعدادًا مع تقليل الحاجة إلى الرقابة المستمرة”.
ونوّه إلى أن الجيش التونسي يحرز تقدمًا ملحوظًا في مجال تطوير سلك ضباط الصف، مؤكدًا أن التجارب المباشرة مثل هذه الزيارات تُوفر فرصًا واقعية يصعب إيصالها من خلال العروض النظرية فقط.
وقال: “التواجد هنا، والمعاينة المباشرة، وطرح الأسئلة وجهاً لوجه، يُحدث فرقًا كبيرًا. فالأمر لا يقتصر على عرض المعدات أو الأنظمة، بل يشمل بناء الثقة، وتبادل الخبرات، والنمو المشترك”.
وإلى جانب الفوائد التدريبية والعملياتية، تسعى هذه الزيارات أيضًا إلى تعزيز العلاقات العسكرية والمدنية بين البلدين، حيث يُولي فريق الشؤون المدنية أهمية كبيرة للتكامل، والشراكة، وتبادل الدروس المستفادة.
واختتم وينر بالقول: “الهدف هو تقوية الشراكة وتعميق التفاهم من خلال معرفة كل طرف بإمكانات الآخر. نسعى لتحقيق تقدم مشترك بكفاءة وروح تعاون”.
يُذكر أن الحرس الوطني في وايومنغ يرتبط بشراكة مع القوات المسلحة التونسية منذ عام 2004 في إطار برنامج الشراكة بين الولايات الذي يُشرف عليه مكتب الحرس الوطني الأميركي، ويهدف إلى بناء علاقات طويلة الأمد مع شركاء عسكريين دوليين، وتعزيز الأمن الإقليمي، ودعم القيم المشتركة.

