أثارت زعيمة حزب “التجمّع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، جدلًا واسعًا بعد تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وصفت فيها إعلان استقبال اللاجئين الغزّاوِيّين في فرنسا بأنه “جنون مطلق”، معتبرة أن مثل هذه القرارات تمثّل خطرًا على توازن المجتمع الفرنسي.
وكتبت لوبان:”الإعلان عن الاستقبال غير المشروط لكل الغزّاويين الذين يطلبون اللجوء، بموجب حق اللجوء، هو جنون خالص. متى سيتوقفون عن إضعاف بلدنا بقرارات أيديولوجية وخطيرة؟ لماذا لا تستقبل دول الخليج، التي تدافع عن فلسطين، هؤلاء اللاجئين بشكل مكثف؟”
وتأتي تصريحات لوبان في سياق نقاش محتدم داخل فرنسا حول السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وسياسة اللجوء، بعد تسريبات غير مؤكدة تحدثت عن استعداد السلطات الفرنسية لدراسة ملفات لجوء فلسطينيين قادمين من قطاع غزة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.
وقد أثارت تصريحات لوبان ردود فعل واسعة، بين من اعتبرها تحذيرًا واقعيًا من تداعيات أمنية وديموغرافية، وبين من اتهمها مجددًا بتأجيج الخطاب الشعبوي واستغلال المآسي الإنسانية لأغراض انتخابية، خصوصًا مع اقتراب الاستحقاقات الرئاسية في 2027.
من جهتهم، دافع نشطاء حقوقيون ومنظمات إنسانية عن حق الفلسطينيين في الحماية الدولية، وذكّروا بأن القانون الدولي يضمن لكل لاجئ الحق في التماس اللجوء، وأن فرنسا، كبلد موقع على اتفاقية جنيف، مطالبة بالقيام بدورها في هذا الشأن، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.
ما أثار الانتباه في تصريحات لوبان هو إشارتها المباشرة إلى دول الخليج، متسائلة عن سبب عدم قيامها باستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين، رغم مواقفها العلنية الداعمة للقضية الفلسطينية. ويُفهم من هذا الطرح محاولة تحويل النقاش نحو مسؤولية دول عربية ذات موارد كبيرة، لطالما كانت متهمة في أوروبا بتقديم دعم مالي دون ترجمة ذلك إلى استقبال فعلي للاجئين.

