في أعقاب الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لجلوسه على العرش، والذي جدد فيه دعوته إلى “حوار صريح وأخوي” مع الجزائر حول “القضايا العالقة”، ورد فعل جزائري لم يتأخر، حملته صحيفة “الخبر” المحلية في مقال رأي يعكس وجهة نظر فئة من النخبة السياسية والإعلامية في البلاد.
الملك المغربي كان قد أكد في خطابه على “وضوح وثبات موقفه تجاه الشعب الجزائري”، واصفًا إياه بـ”الشقيق”، ومشيرًا إلى ما يجمع الشعبين من “علاقات إنسانية وتاريخية وأواصر اللغة والدين والمصير المشترك”، مكررًا ما وصفه بـ”مد اليد” إلى الجزائر، رغبةً في تجاوز الخلافات وفتح باب الحوار.
لكن المقال المنشور في صحيفة الخبر الجزائرية تعامل بحذر مع هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن الخطابات المتكررة القادمة من الرباط بشأن الحوار “لا تكفي وحدها لبناء الثقة”، في ظل ما وصفه بـ”استمرار الخطابات العدائية من وسائل الإعلام المغربية، وتكريس مقاربات أحادية في ملفات إقليمية حساسة”، في إشارة خاصة إلى ملف الصحراء الغربية.
ورغم عدم تجاهل المقال لرمزية الدعوة الملكية، إلا أنه أعاد التأكيد على أن الجزائر ترى أن أي تقارب لا يمكن أن يتم دون “احترام متبادل، وتطابق بين الأقوال والأفعال”، مع التشديد على أن الجزائر لم تكن يوما ضد الحوار، لكنها ترفض أن يتم ذلك “وفق شروط مسبقة أو في ظل ضغط إعلامي”.
وكانت الحدود بين المغرب والجزائر قد أُغلقت منذ العام 1994، في ظل توتر سياسي مستمر بين البلدين، زادت حدته خلال السنوات الأخيرة على خلفية الخلاف حول ملف الصحراء الغربية، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الإقليم، في مقابل تمسك المغرب بسيادته عليه.
ورغم غياب أي مؤشرات رسمية على انفراج وشيك، تبقى الدعوات المتكررة للحوار – سواء من الرباط أو عبر وساطات دولية – محل رصد ومتابعة من قبل المتابعين، وسط تساؤلات حول مدى جدية الطرفين في الذهاب إلى تسوية مستدامة تعيد العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي.

