تتشكل حركة اجتماعية كبرى داخل شركة الخطوط الجوية التونسية،بعد أن أعلنت النقابات الرئيسية لطاقم الطائرات عن إضراب لمدة 48 ساعة، مما قد يعطل بشكل خطير عمليات الخطوط التونسية خلال هذه الفترة المحورية التي تسبق موسم الصيف.
نشرت الجامعة العامة للنقل، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الأربعاء 7 ماي 2025، برقية إضراب رسمية، لإضفاء الطابع الرسمي على الإضراب المقرر يومي 31 ماي و1 جوان من قبل مضيفات طيران الخطوط الجوية التونسية، وقد صاغت النقابات سبعة مطالب رئيسية تعكس الاستياء المتزايد بين طاقم الطيران.
ومن بين هذه المطالب احترام الحرية النقابية وتسوية أوضاع العمال المتعاقدين، وهما موضوعان متكرران في الصراعات الاجتماعية في الشركة. ويطالب المضيفون الجويون أيضًا بإعادة التوازن في ساعات العمل بين الرجال والنساء، بالإضافة إلى إعادة العمل ببدل الطيران المحفوف بالمخاطر، الذي تم إلغاؤه كجزء من إجراءات التقشف.
ولا يشكل إعلان الإضراب هذا مفاجأة بالنسبة لمراقبي قطاع الطيران التونسي. في جوان 2024، أطلقت نقابات مضيفات الطيران التونسية في مطارات تونس والمنستير وجربة ناقوس الخطر بشأن تدهور ظروف العمل.
وفي بيان صحفي صدر في ذلك الوقت، ندد ممثلو الموظفين بالفعل بـ “تسويف السلطات الإشرافية” و “عرقلة سبل الحوار”. وأشاروا إلى ما يعتبرونه هجوما منهجيا على الحقوق الأساسية للموظفين، وخاصة من خلال ما أسموه “تحقيقات وهمية” تستند إلى ادعاءات لا أساس لها من الصحة. ويوجه غضب المضيفات بشكل خاص إلى الإدارة العامة لشركة الخطوط التونسية، حيث اتهمنها بتجاهل الطلبات المتكررة للموظفين عمداً. وجاء في برقية الإضراب: “على الرغم من تحذيراتنا المتعددة، تصر الشركة على رفضها الدخول في حوار”.
وتعتقد النقابات العمالية أن سياسات الإدارة الحالية تؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها الشركة بدلاً من تقديم الحلول. ويطالبون الآن أعلى السلطات في البلاد بالتدخل بشكل مباشر لحل الوضع، بمشاركة الهيئات القطاعية والوطنية.
ويثير توقيت هذه الحركة الاجتماعية قلقا خاصا لدى المراقبين، في وقت تستعد فيه الخطوط التونسية لمواجهة الفترة الأكثر ازدحاما في جدولها الزمني. وحذرت النقابات العمالية من العواقب المحتملة لهذا المناخ المتوتر على العمليات الصيفية. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية شهر ماي، فإن الإضراب قد يؤثر على جميع المطارات التي تعمل بها الخطوط التونسية، مع عواقب وخيمة على الركاب.

