في خطوة تهدف إلى تجاوز الصعوبات التشغيلية التي تواجهها منذ أسابيع، لجأت شركة Tunisair Express إلى استئجار طائرة من شركة Luxwing المالطية من نوع DH8-400، في ظل تواصل تعطل جزء من أسطولها وتزايد شكاوى المسافرين بسبب اضطراب الرحلات وتأجيلها، بعضها إلى ساعات متأخرة جدًا من الليل وصلت إلى الساعة 02:30 صباحًا.
ويأتي هذا القرار بعد تعليق الهيئة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) لشهادة التشغيل التجاري (TCO) الخاصة بالشركة، ما جعل طائرة TS-LBF خارج الخدمة داخل حظائر مطار تونس قرطاج، في انتظار تسوية الملف الفني والإداري المتعلق بالاعتماد الأوروبي.
ورغم ذلك، كانت الشركة قد أصدرت بلاغًا يوم 16 أوت الماضي أكدت فيه أنّ كافة رحلاتها الدولية تُسيَّر بانتظام ووفق البرامج الأصلية، موضحة أن الاضطرابات التي سُجّلت يومي 13 و14 أوت ناتجة عن تحديث تقني مطلوب من قبل وكالة EASA لتحسين منظومة تسيير الرحلات.
وجاء في نص البلاغ:« تُعلم شركة Tunisair Express حرفاءها بأن جميع رحلاتها الدولية مبرمجة وتُسيَّر وفق الجداول الأصلية. أما الاضطرابات الظرفية التي سُجّلت يومي 13 و14 أوت فقد كانت نتيجة تنفيذ عملية تحديث معلوماتية ضرورية لتسيير الرحلات، بناءً على متطلبات الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA).
هذه الترقية التقنية، الجاري استكمالها، سيتم تفعيلها بالكامل قبل نهاية شهر أوت. وعلى عكس ما تم تداوله على بعض شبكات التواصل الاجتماعي، فإن هذا التحديث لا يتعلق بمعايير السلامة أو بصلاحية الطائرات، ولا يشكّك في كفاءة الطواقم المهنية.
وتعتذر الشركة من الركاب الذين تعرّضوا لتأخيرات، خاصة على خطوط مالطا وبالرمو خلال اليومين المذكورين، وتشكرهم على تفهّمهم وصبرهم. وتؤكد أن فرقها تعمل يوميًا على ضمان جودة الخدمة ودقة المواعيد وتوفير تجربة سفر مريحة وآمنة لجميع المسافرين. »
غير أن الوضع ما زال معقدًا بعد مرور نحو شهرين على ذلك البلاغ، إذ لم تُستأنف الأنشطة بشكل كامل، وما تزال البرمجة المعلوماتية للرحلات “قيد التحديث”، بينما تواصل الشركة الاعتماد على الاستئجار قصير المدى، الذي يكلف مبالغ ضخمة ويُثقل كاهل المالية العمومية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الوضع يكرّس عجزًا هيكليًا في تسيير فرع النقل الجوي الداخلي، ويمثل عبئًا إضافيًا على دافع الضرائب في وقت تحتاج فيه البلاد إلى توجيه الموارد نحو مشاريع اجتماعية وتنموية أكثر نجاعة.

