قدّم الدكتور رفيق بوجدراية الرئيس السابق بقسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بولاية أريانة توضيحات شاملة حول الجدل المتعلّق بمدى حاجة ولاية القيروان إلى مستشفى الملك سلمان والمدينة الطبية المزمع إنجازها، مؤكّدًا أنّ السؤال “مشروع” لكن الإجابة عليه واضحة بالنظر إلى الوضع الصحي بالجهة.
وأوضح بوجدراية أنّ مستشفى الملك سلمان هو هبة سعودية تمّ رصد اعتماداتها منذ مؤتمر الاستثمار بتونس سنة 2016، تمامًا كما تمّ رصد تمويلات لتأهيل جامع عقبة بن نافع والمسلك السياحي بالمدينة العتيقة.
وبيّن أنّ المستشفى الجهوي ابن الجزار، رغم موقعه المتميّز، “لم يعد يفي بالحاجة” لسببين رئيسيين:
- قدمه إذ يعود إلى فترة الاستعمار.
- التوسعات غير المتجانسة التي شُيّدت بطريقة أقرب للبناء الفوضوي، ما جعل أقسامه متباعدة وغير منسجمة.
أما وحدة الأغالبة الجراحية، فقد أشار إلى أنها كانت نزلًا سياحيًا في الأصل قبل أن تتحوّل، بفعل ضغوط قديمة، إلى وحدة استشفائية “لا تستجيب لأبسط قواعد الهندسة الطبية”.
وأشار بوجدراية إلى أنّ الطلب على الخدمات الصحية في القيروان كبير ومتزايد، فالولاية تعدّ أكثر من 600 ألف ساكن، إضافة إلى المرضى القادمين من ولايات ماهدية وسيدي بوزيد وسليانة والقصرين. وتظل معتمديات مثل بوحجلة وحفوز كثيفة السكان لكنها محرومة من مستشفيات عصرية.
ويتعزّز الضغط الصحي، وفق المتحدث، بسبب ارتفاع أمراض العصر مثل القلب والشرايين والسرطان وأمراض التنفس وأمراض الشيخوخة، إلى جانب ارتفاع حوادث الطرقات بحكم موقع القيروان كممر للطريقين الثانية والثالثة، وهو ما يفرض قدرات استشفائية أكبر.
وأكّد بوجدراية أنّ القيروان، باعتبارها عاصمة الوسط الغربي، مؤهّلة لاحتضان قطب استشفائي جامعي متكامل، وهو ما سيوفره مستشفى الملك سلمان عند إنجازه.
أما بخصوص المدينة الطبية، فأوضح أنّ أهدافها وتمويلها ما زالت غير واضحة رغم تقدّم الدراسات التقنية.

