تواصل الصين تكثيف حضورها الاقتصادي في شمال أفريقيا، من خلال مشاريع صناعية وبنى تحتية كبرى تعكس قوتها الاستثمارية وقدرتها على النفاذ إلى أسواق المنطقة. أحدث هذه المشاريع تمثل في استثمار ضخم لشركة “JINGDONG STEEL” في الجزائر، إلى جانب دخول شركة “CSCEC Steel Structure” السوق المغربية عبر عقود في مجالي الطرق السيارة والقطارات فائقة السرعة.
مصنع ضخم للحديد والصلب في الجزائر
أعلنت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عن منح عقد امتياز لشركة “JINGDONG STEEL” الصينية لإنشاء مصنع لإنتاج الحديد والصلب بولاية المسيلة (منطقة ذراع الحاجة)، باستثمارات تقدّر بـ 500 مليون دولار.
- الطاقة الإنتاجية: 500 ألف طن سنويًا من الصفائح والأنابيب الفولاذية.
- المرحلة الأولى: إنتاج 200 ألف طن من الصفائح الفولاذية.
- المرحلة الثانية: تصنيع 300 ألف طن من الأنابيب الفولاذية.
- اليد العاملة: 1114 فرصة عمل مباشرة، و2000 فرصة غير مباشرة.
- نقل التكنولوجيا: إنشاء مركز تدريب متخصص في المهن المرتبطة بالحديد والصلب.
- التوجه الإنتاجي: 50% للسوق المحلية و50% للتصدير، مع اعتماد 80% من المواد الخام المنتجة محليًا.
وتعتبر السلطات الجزائرية أن هذا المشروع سيشكل قاعدة صناعية محورية لتغطية حاجيات السوق المحلية وتوسيع صادرات الفولاذ إلى أسواق شمال أفريقيا وأوروبا.
الصين تدخل بقوة قطاع البنى التحتية في المغرب
في المقابل، حققت شركة “CSCEC Steel Structure” الصينية اختراقًا لافتًا في السوق المغربية بعد فوزها بثلاثة عقود متتالية تهم مشاريع كبرى في مجالي الطرق السيارة والسكك الحديدية.
- الطرق السيارة: عقد لإنجاز جسور علوية ضمن المقطع الثاني من الطرق السيارة بالمغرب، بكميات من الهياكل الفولاذية تقدر بـ 15,600 طن. ويُعتبر المشروع استثمارًا من الوكالة الوطنية للطرق السيارة، ويكتسي بعدًا استراتيجيًا في ظل استعدادات المغرب لاحتضان كأس العالم 2030.
- القطار فائق السرعة: عقد ثانٍ لتشييد هياكل فولاذية لخط القنيطرة – مراكش (430 كلم، سرعة تصميمية 320 كلم/ساعة)، بكميات تصل إلى 12,600 طن، وهو ما سيجعل الخط الأسرع على مستوى القارة الأفريقية بعد استكماله.
توسع إقليمي يتجاوز المغرب والجزائر
إلى جانب ذلك، حصلت الشركة الصينية نفسها على عقد في مصر لتشييد الهياكل الفولاذية لمصنع “هايسنس” لشاشات التلفزة، بكميات تناهز 3000 طن. ويأتي هذا المشروع ضمن خطة الشركة الصينية لتوسيع نشاطها الخارجي، الذي يغطي حاليًا 47 دولة ومنطقة، حسب اتحاد المقاولين الدوليين الصينيين (CHINCA).
دلالات استراتيجية
- تنويع الشراكات: تكشف هذه المشاريع عن سعي دول شمال أفريقيا، خاصة الجزائر والمغرب، إلى تنويع شركائها الدوليين، بعيدًا عن الهيمنة الأوروبية التقليدية.
- توطين التكنولوجيا: يشدد الطرف الصيني على نقل المعرفة وإقامة مراكز تدريب، وهو ما يعزز القدرات المحلية.
- البعد الجيو-اقتصادي: المشاريع الصينية تتقاطع مع مبادرة “الحزام والطريق”، ما يجعل شمال أفريقيا نقطة ارتكاز لمصالح بكين في المتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء.
