أكّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، خلال كلمته اليوم في موكب إحياء الذكرى 73 لاغتيال الزعيم المؤسس فرحات حشاد، أنّ الاتحاد “لن يستسلم ولن يرضخ”، مشدّدًا على أنّ النقابيين “لا يخشون السجون ولا الاغتيالات”، وأنّ المناضلين الذين تربّوا في مدرسة الاتحاد “لن يخذلوا هياكلهم مهما كانت التكاليف”.
وقال الطبوبي إنّ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد “تتأزّم سنة بعد أخرى”، مجدّدًا تمسّك الاتحاد بالحوار الاجتماعي واعتباره السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات، مضيفًا: “نحن أصحاب حق ونمدّ أيدينا للحوار… ولسنا رعايا بل مواطنين كاملي الحقوق، وسنظلّ قاطرة المجتمع المدني”.
كما حيّا الأمين العام الإضرابات القطاعية التي نُفّذت في الفترة الأخيرة، معتبرًا أنها تعبير مشروع عن الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. وانتقد الطبوبي الفصل 15 من مشروع قانون المالية، مؤكّدًا أنّ الاتحاد “من المفروض أن يتفاوض مع الأعراف ومع الحكومة” حول كل ما يتعلّق بالمسائل الجبائية والاجتماعية.
اتجاه نحو إضراب عام: الهيئة الإدارية تُحدد التاريخ في 5 ديسمبر
وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام المساعد للاتحاد، سامي الطاهري، أنّ الهيئة الإدارية للمنظمة ستجتمع يوم 5 ديسمبر لتحديد موعد الإضراب العام، على خلفية ما وصفه بـ”تعطّل الحوار الاجتماعي وإصرار الحكومة على تهميش الحق النقابي”.
وأوضح الطاهري أنّ قرار الإضراب يأتي دفاعًا عن ثلاثة مطالب رئيسية:
- فرض الحوار الاجتماعي كآلية دستورية وضرورية،
- حماية الحق النقابي وحق التفاوض،
- رفض الزيادة الجبائية المدرجة في مشروع قانون المالية لسنة 2026 والتي تشمل القطاعين العام والخاص.
ووصف الطاهري هذه الزيادة بـ”البدعة”، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد قد وجّه أكثر من 17 مراسلة إلى الحكومات المتعاقبة منذ حكومة نجلاء بودن دون تلقي أي ردّ، ما اعتبره دليلاً على “توجّه واضح نحو رفض الحوار”.
وقال الطاهري إنّ مسيرة إحياء ذكرى حشاد حافظت على تقاليدها المعتادة، عبر الانطلاق من بطحاء محمد علي، مرورًا بعدد من الشوارع، وصولًا إلى ضريح الشهيد حيث أُلقيت كلمة الأمين العام، تلتها مراسم الترحّم وقراءة الفاتحة.

