في رسالة موجهة إلى زملاء المحامين وإلى كل من يهمه الدفاع عن الحقوق والحريات كتب المحامي المعروف نافع العريبي التدوينة التالية
“أصبح من الواضح أن المحامي، وخصوصًا من يباشر ملفات سجناء الرأي والقضايا السياسية، يعيش حالة من الإنهاك النفسي والمهني. أصوات عديدة من الزملاء بدأت تعبر عن اليأس والإرهاق والشعور باللاجدوى، في ظل انسداد الأفق وانعدام استقلال القضاء.
الأزمة الجماعية في صفوف المحامين تتجلى في عدة محاور رئيسية:
- إرهاق مهني وضغط ملفات يفوق طاقة البشر.
- شعور عميق بالظلم واللاجدوى من الدفاع.
- تماهي كامل مع معاناة الموقوفين وعائلاتهم، مما يزيد العبء النفسي.
كل هذه العوامل تؤدي إلى احتراق نفسي جماعي (burn-out)، في وقت نحتاج فيه إلى أقوى ما لدينا لمواجهة التحديات والدفاع عن الحقوق والحريات.
لذلك، أدعو كل المترشحين لانتخابات هياكل مهنة المحاماة إلى الالتزام ببرنامج واضح يضمن حماية المحامي نفسيا ومهنيا، من خلال:
- بعث فضاءات دعم نفسي ومجموعات استماع داخل الهياكل المهنية.
- إدماج الصحة النفسية للمحامين كأولوية في العمل النقابي.
- توفير آليات تضامن وتوزيع عادل للأعباء بين الزملاء.
الدفاع عن المتقاضين لا يجب أن يقود إلى تدمير المحامي نفسيًا. المطلوب اليوم هياكل قوية تدافع عن المحامين حتى نستطيع مواصلة الدفاع عن الحقوق والحريات.”المحامي يشبه دوره في الدفاع عن الحقوق والحريات دور طبيب الحرب؛ يداوي جرحى المستشفى، ويقف إلى جانب من يحتاج إلى العدالة. فلنحمي أنفسنا قبل حماية الآخرين.”

