تعزيز المراقبة وبدء تدابير المكافحة في الوقت المناسب حيث انتقلت مجموعات من الجراد البالغ والأسراب الصغيرة، القادمة أصلاً من منطقة الساحل، إلى الصحراء الجنوبية، وقد يتسبب هذا في أضرار جسيمة للمحاصيل والمراعي، حيث يظل الجراد الصحراوي أحد أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم. يمكن لسرب واحد أن يغطي مساحة تتراوح بين مئات الكيلومترات المربعة إلى عدة مئات من الكيلومترات المربعة. يمكن لسرب واحد يبلغ طوله كيلومترًا مربعًا واحدًا أن يحتوي على ما يصل إلى 80 مليونًا من الجراد البالغ، مع القدرة على استهلاك نفس كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص في اليوم.
ويأتي هذا التحذير من جانب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي توضح أن نشاط الجراد تكثف منذ نهاية فيفري وحتى مارس حيث وصلت مجموعات من الجراد البالغ وأسراب صغيرة إلى وسط الجزائر وغرب ليبيا وجنوب تونس. وبفضل الظروف البيئية المواتية، شهد موسم التكاثر الربيعي الحالي إصابات أعلى بكثير من المعتاد.
ساهمت الرياح والأمطار في تسهيل تحرك الجراد الصحراوي شمالا من جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر وتشاد. وفي هذه المناطق من الساحل، تتكاثر مجموعات صغيرة من الجراد منذ أوت وحتى أوائل مارس بحسب منظمة الأغذية والزراعة. وقد دفع تدفق السكان إلى شمال غرب أفريقيا، وخاصة إلى شمال وجنوب جبال الهقار في الجزائر وفي فزان جنوب غرب ليبيا، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى تصنيف الوضع في المنطقة الغربية بأنه “احترازي”، داعية إلى مزيد من اليقظة.
ويحذر سيريل بيو، رئيس مراقبة الجراد والتنبؤ به، من أنه “إذا تركت هذه المجموعات دون رادع، فقد تتحول إلى أسراب صغيرة من ماي إلى جوان، مما يزيد من المخاطر على المحاصيل والمراعي”.
ولذلك توصي منظمة الأغذية والزراعة بإجراء مسوحات ميدانية معمقة في المناطق الرئيسية التي من المرجح أن يحدث فيها تكاثر الجراد، بدءًا من جبال الأطلس الجنوبية في المغرب إلى الصحراء الكبرى في الجزائر وجنوب تونس وغرب ليبيا. وقد تلقت هذه المناطق كميات كافية من الأمطار لتشجيع نمو النباتات، مما أدى إلى خلق ظروف مواتية لنمو الجراد.
