يستعد المدرج الروماني في الجم، ثيسدروس القديمة، في تونس، لاستضافة “الأيام الرومانية” يومي 10 و11 ماي.
وأعلن منظمو فعالية “نحب الجم” عن ذلك، وأطلقوا في الوقت نفسه حملة تبرعات عبر الإنترنت للترويج لها، بالتعاون مع جمعية باغاكونرفيو الفرنسية.
يُعرف مسرح الجم أيضًا باسم “الكولوسيوم الصغير”، وقد بناه الرومان في عهد القنصل جورديان الأول، الإمبراطور المشهود له في ثيسدروس في القرن الثالث الميلادي، ليحل محل مبنى أقدم لا تزال آثاره باقية.
لمدة يومين، سيكون المدرج الروماني في الجم، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مسرحًا لعروض فريدة من نوعها في أجواء تاريخية خلابة. يتضمن البرنامج عرضًا عسكريًا رومانيًا، وعرضًا لفيلم، ومعارك مصارعة يتم تنظيمها بالتعاون مع Bagaconervio، وورش عمل تفاعلية (فسيفساء، سيراميك، عملات معدنية، إلخ) وسوقًا للحرف اليدوية الرومانية.
تهدف المبادرة إلى جعل أيام تيسدروس الرومانية أفضل من خلال جذب خبراء جدد متخصصين في العصر الروماني، بالإضافة إلى الحرفيين والفنانين (الراقصين والموسيقيين) والفرسان الراغبين في مشاركة شغفهم وخبرتهم. كما يهدف المهرجان إلى جعل أيام ثيدروس الرومانية حدثًا لا يمكن تفويته في تونس، من خلال الاستثمار في تصميم الأزياء، وتصنيع العربات الرومانية، وتصميم المناظر الطبيعية، والإدارة الفنية وجميع المعدات اللازمة لجعل المهرجان أكثر إثارة ومساعدة الزوار على اكتشاف هذه المنطقة من الساحل التونسي، والتي أصبحت وجهة شهيرة للزوار الذين يسعدون باتباع خطى الأباطرة والمصارعين والحرفيين، مما يذكر بعظمة المدينة التي تظل واحدة من جواهر التراث التونسي.
يُعتبر هذا الموقع رمزًا للحضارة والثقافة الرومانية المتقدمة، وهو اليوم معلم سياحي شهير، تم الاعتراف به كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 1979.
يمكن أن يستوعب “الكولوسيوم الأفريقي” ما يصل إلى 35000 متفرج جالسًا. ورغم أنها ظلت سليمة تقريبا حتى القرن السابع عشر، فقد استخدمت أحجارها فيما بعد في بناء قرية الجم القريبة والمسجد الأعظم في القيروان. خلال الصراع مع العثمانيين، تم قصف المبنى بالمدفعية التركية لإخراج المتمردين الذين لجأوا إلى الداخل.