الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، بطلة أولمبياد باريس 2024، تُثير جدلاً جديداً حول جنسها. فوفقاً لفحص أُجري في الهند عام 2023، تحمل خليف كروموسومات ذكرية. وتُشكك اللجنة الأولمبية الدولية في شرعية هذا الفحص.
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، المتوجة بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، تجد نفسها مجددًا في قلب الجدل. ووفقًا لمقال نشره الموقع الأمريكي 3 Wire Sports ونقلته RMC Sport، فإن إيمان خليف ستكون حاملة لكروموسومات ذكورية، وهو ما أُثبت عبر فحص أُجري في الهند خلال بطولة العالم 2023.
هذا الاختبار، الذي تم بطلب من الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، كشف – بحسب التقرير – أن الملاكمة تمتلك النمط النووي (الكاريوتيب) XY، أي النمط الذكوري، بدلًا من XX الذي يوجد عادةً لدى النساء. وقد أُجري الفحص في مختبر بمدينة نيودلهي، وأدى إلى إقصاء الملاكمة الجزائرية من بطولة العالم 2023، إلى جانب التايوانية يو تينغ لين، الحائزة بدورها على ذهبية في باريس.
لكن اللجنة الأولمبية الدولية (CIO) طعنت في شرعية هذا الفحص، ولم تأخذ به، مما سمح لخليف بالمشاركة في أولمبياد 2024.
منذ فوزها بالميدالية الذهبية، بدأت إيمان خليف حملة إعلامية واضحة تهدف إلى تعزيز هويتها كأنثى – فظهرت في عرض أزياء لعلامة بوتيغا فينيتا مرتدية “قميصًا أصفر خردليًا وسروالًا من الجلد الأسود”، كما تصدّرت الغلاف في إحدى نسخ مجلة فوغ (Vogue)، وغير ذلك من الظهورات.
وفي يناير، أعلنت وكالة العلاقات العامة القطرية “Kotinos” عن انضمام خليف إليها؛ وقبل أيام فقط، وبمناسبة اقتراب أول ظهور لها في بطولة ملاكمة منذ باريس – والمقررة الأسبوع المقبل في هولندا – نشر حساب “Kotinos” على إنستغرام منشورًا جديدًا عنها.
الرئيس التنفيذي الحالي للاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، كريس روبرتس، أشار مرارًا إلى أنه يتعيّن على خليف القيام بذلك.
رئيس الاتحاد، عمر كريمليف، روسي الجنسية. وفي جوان 2023، وبعد أيام فقط من إبلاغ اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بما يتعلق بخليف، أعلنت اللجنة حظر الاتحاد الدولي للملاكمة.
وعلى الرغم من التحليل المطوّل الذي أجرته اللجنة، إلا أن الصورة الكاملة توحي بأن القرار كان مدفوعًا جزئيًا بخلاف شخصي بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ وكريمليف، في سياق التوترات المحيطة بمشاركة روسيا في الأولمبياد، لا سيما بعد غزو أوكرانيا عام 2022.
وقد أشرفت اللجنة الأولمبية الدولية بنفسها على منافسات الملاكمة في أولمبياد 2024، واعتمدت في تحديد أهلية المشارِكات في الفئة النسائية على الهوية القانونية، وليس البيولوجيا – أي جواز سفر يحمل صفة “أنثى”.
أما البيان الصادر عن اللجنة أثناء الألعاب، والذي تناول الجدل القائم، فلم يُشر مطلقًا إلى الإبلاغ الذي تلقته من الاتحاد الدولي قبل أسابيع فقط.
ومع ذلك، أشار البيان إلى أن قرار استبعاد خليف ولين من بطولة العالم 2023 قد اتُّخذ من قبل الأمين العام والرئيس التنفيذي للاتحاد حينها، ثم صادق عليه لاحقًا مجلس إدارة الاتحاد.
وقد وصفت اللجنة الأولمبية هذه الخطوة بأنها “تعسفية”، وصرّحت قائلة:“مثل هذا النهج يتعارض مع مبادئ الحوكمة الرشيدة.”
وفي مؤتمر صحفي بباريس، صرّح المتحدث باسم اللجنة، مارك آدامز، قائلًا:“تلك الاختبارات ليست اختبارات شرعية. الاختبارات نفسها، وإجراءاتها، وطبيعتها الارتجالية – كلها غير شرعية.”
وأضاف:
“طريقة الفحص، وفكرة الفحص، وكل ما جرى بشكل مفاجئ – لا شيء منها شرعي، ولا يستحق أي رد.
يُذكر أن بطولة العالم 2023 قد أُقيمت في نيودلهي، وأن الفحوصات قد أُجريت في مختبر محلي يُدعى Dr. Lal PathLabs، وهو مختبر مرجعي وطني، ومعتمد من قبل الكلية الأمريكية لأخصائيي الأمراض (CAP)، ومُعترف به من قبل المنظمة الدولية للمواصفات (ISO) ومقرها سويسرا.

