الرئيسيةآخر الأخبارالنواب في حوارهم مع وزير الفلاحة : أين مربط الفرس

النواب في حوارهم مع وزير الفلاحة : أين مربط الفرس

في تونس يبلغ استهلاك الحبوب سنويا 36 مليون قنطار: 12 مليون قنطار قمح صلب، 12 مليون قنطار قمح لين و 12 مليون قنطار شعير
بالنسبة للسنة الجارية التجميع الي حد الان قرابة 11 مليون قنطار وليس الانتاج ومن المتوقع ان يتخطى الانتاج هذه السنة 20 مليون قنطار.

وبالنسبة لتوريد الحبوب تقريبا نستورد ما بين 50 و 60 % من حاجياتنا و النسبة الاكبر للقمح اللين مايقارب اكثر من 95 % من حاجياتنا والقمح الصلب توريد 40 % من حاجياتنا والشعير 50 % من حاجياتنا (معدل العشرة سنوات الأخيرة). في السنوات الخمسة الأخيرة .

هذه الصعوبة تظهر في تراجع خصوبة الأراضي نتيجة الزراعة الأحادية التي تُعتمد بشكل كبير في تونس، حيث يتم زراعة نوع واحد من المحاصيل على نفس الأرض بشكل مستمر دون دورة زراعية، ما يؤدي إلى إفقار التربة ويجعلها أكثر عرضة للجفاف ويقلل من قدرتها على الإنتاج. ومن المفارقات العجيبة انه و لمدة ساعات من الحوار مع وزير الفلاحة تحت قبة البرلمان حول قطاع الفلاحة عموما و منظومات الزراعات الكبرى و الحبوب بالخصوص لم نستمع ولو في مناسبة واحدة بعبارة التداول الزراعي الكلمة المفتاح لتعزيز مردودية الحبوب و تحسين خصوبة الأرض المفقرة بالجفاف في ظل المتغيرات المناخية . وحسب ما يتفق عليه العديد من الخبراء في المجال الزراعي فان دعم الانتاج لا يتأتى بتوسيع المساحات فقط بل باعتماد أسلوب التداول الزراعي بالبقوليات والزراعات الزيتية ( كولزا، عباد الشمس ..) اذ لابد من القطع النهائي مع الزراعة الاحادية التي اضرت كثيرا بالأرض بالفلاح و بالفلاحة لا بد من خارطة فلاحية من اجل تعزيز منظومات الانتاج الوطنية لتحقيق السيادة الغذائية في الحبوب و الزيوت النباتية و الاعلاف

فوائد التداول الزراعي في تحسين إنتاج الحبوب

بالنظر إلى الوضع الحالي في تونس، حيث يعاني القطاع من انخفاض إنتاج الحبوب وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ضعف خصوبة الأرض، فإن التداول الزراعي يمكن أن يكون عاملًا رئيسيًا في زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي. على سبيل المثال:

  • زراعة البقوليات مثل الفول، العدس، الحمص يمكن أن تساعد في تثبيت النيتروجين في التربة، مما يُحسن خصوبتها ويُسهم في تقليل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية.
  • الزراعات الزيتية مثل الكولزا وعباد الشمس يمكن أن تُضاف إلى الدورة الزراعية لتقليل الضغط على الأرض وضمان تنوع اقتصادي للفلاحين.
  • استخدام المحاصيل الشتوية مع المحاصيل الصيفية مثل القمح والشعير يمكن أن يساعد في زيادة المساحات الزراعية المنتجة في كل موسم.

الزراعة الأحادية وتأثيراتها السلبية

على الرغم من هذه الفوائد المحتملة، تُعاني الأراضي الزراعية التونسية في العديد من المناطق من الزراعة الأحادية، وهو ما يؤدي إلى إفقار التربة وعدم القدرة على تحقيق التوازن البيئي. الزراعة الأحادية تضعف التربة على المدى الطويل، مما يقلل من قدرتها على احتجاز المياه ويزيد من تأثير الجفاف، الذي أصبح أكثر حدة نتيجة التغيرات المناخية. وهذا يشكل تحديًا أمام الاستدامة الزراعية، مما يدفع البلاد إلى الاعتماد المتزايد على الاستيراد لتلبية الاحتياجات المحلية.

اضافة الى ذلك، فإن التداول الزراعي لا يقتصر فقط على تحسين إنتاج الحبوب، بل يساهم أيضًا في تعزيز السيادة الغذائية. حيث يُساعد التنوع في المحاصيل على تحسين التوازن بين العرض والطلب في الأسواق المحلية، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.

وتظل الحكومة التونسية مطالبة بوضع خارطة فلاحيّة استراتيجية تشمل التداول الزراعي كحل رئيسي لرفع الإنتاج المحلي من الزيوت النباتية والأعلاف، وتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل.

تجربة الهند في التداول الزراعي:

تعتبر الهند واحدة من أبرز الدول التي اعتمدت التداول الزراعي كأداة لتحسين خصوبة الأرض وزيادة إنتاجية المحاصيل. ومنذ عام 2006، بدأت الحكومة الهندية تنفيذ برامج التداول الزراعي في ولايات مثل هاريانا وبنجاب، حيث تشجع الفلاحين على التنقل بين زراعة المحاصيل الحبوب، مثل القمح والشعير، وزراعة البقوليات مثل العدس والفاصوليا.

نتائج التطبيق:

  • تحسن خصوبة التربة: أدى التنوع في المحاصيل إلى تحسين مستوى النيتروجين في التربة وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
  • زيادة في العائدات: أسهم التنوع في المحاصيل في تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة العائدات المالية للمزارعين.
  • الاستدامة البيئية: ساعد استخدام البقوليات في تحسين التربة وتقليل تآكلها، مع تقليل حاجة الأرض للمياه.

تجربة البرازيل:

تعتبر البرازيل واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم، وقد نجحت في تطبيق نظام التداول الزراعي بين محاصيل مثل الذرة وفول الصويا، في العديد من المناطق مثل بارانا وساو باولو. هنا، تُعتبر الزراعة التناوبية أحد الأساليب الرائجة التي أدت إلى تحسين الإنتاجية وحماية البيئة.

نتائج التطبيق:

  • تقليل الآفات الزراعية: تداول المحاصيل بشكل دوري يقلل من انتشار الآفات الزراعية ويزيد من مقاومة الأمراض.
  • تحسين الاستدامة البيئية: التناوب بين المحاصيل يحد من تآكل التربة ويقلل من تأثيرات الجفاف.
  • زيادة العوائد الاقتصادية: التنوع في المحاصيل الزراعية يعزز من استقرار الأسواق المحلية ويمنح الفلاحين خيارات اقتصادية متعددة.

تجربة فرنسا في الزراعة المستدامة:

تعد فرنسا من الدول الرائدة في تطبيق التداول الزراعي في الزراعة الحديثة، خصوصًا في المناطق الزراعية الكبرى مثل أوكسيتاني وبوردو. يتمثل النظام الزراعي الفرنسي في التناوب بين الحبوب والبقوليات والزراعات الزيتية، مما يساعد في تقليل الفجوة الغذائية المحلية وتعزيز الإنتاج المستدام.

نتائج التطبيق:

  • تحسين جودة المحاصيل: أدى التنوع في المحاصيل إلى تحسين جودة التربة وزيادة تنوع المحاصيل وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي.
  • تقليل استخدام الأسمدة: ساعد التداول الزراعي في الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية، مما أسهم في تقليل التلوث البيئي.
  • زيادة العائدات: ارتفعت عائدات الفلاحين بفضل التنوع في الإنتاج وتقليل تكاليف الإنتاج.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!