انطلقت يوم 23 سبتمبر 2025 بالعاصمة تونس أعمال ندوة دولية هامة تجمع خبراء الأمن ومسؤولين رفيعي المستوى من عدة دول عربية وأوروبية، بتنظيم مشترك بين وزارة الداخلية التونسية ومنظمة الإنتربول الدولية.
تستمر الندوة على مدى أربعة أيام (إلى 26 سبتمبر)، وتحمل هدفًا رئيسيًا يتمثل في بحث سبل تعزيز دور المرأة في مكافحة ظاهرة الإرهاب ومعالجة التحديات الأمنية المتداخلة مع قضايا النوع الاجتماعي.
تتميز هذه الندوة بحضور مكثّف للنساء العاملات في أجهزة الأمن، بالإضافة إلى خبراء دوليين يمثلون مختلف أجهزة مكافحة الإرهاب والمنظمات الحقوقية المختصة بالجندر والقانون.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سياسة متقدمة تنتهجها تونس بالتعاون مع الشركاء الدوليين لترسيخ مبادئ الشمولية وكسر الصور النمطية المرتبطة بعمل المرأة الأمني ودورها القيادي في مكافحة التطرف العنيف.
يركز برنامج الندوة على تبادل التجارب والدروس المستخلصة من البيئة التونسية والعربية، مع إبراز النماذج الناجحة لنساء شاركن فعليا في كشف شبكات إرهابية وتفكيك خلايا متطرفة.
ويتضمن الجدول عدة ورشات تفاعلية تتناول مواضيع الوقاية من التطرف، الدعم النفسي للقوات النسائية، الأدوات الحديثة في مكافحة الإرهاب السيبراني، إضافة إلى تحديات التأهيل والتكوين لترفيع مشاركة المرأة وتعزيز حضورها في الصفوف الأمامية.
وأكد مسؤولون في الإنتربول أن نجاح الاستراتيجيات الأمنية على الصعيد الدولي يعتمد بشكل متزايد على دمج المرأة في مواقع اتخاذ القرار والميدان الأمني العملياتي، نظرًا لدورها الفعال في رصد تحول السلوكيات ورسم سياسات وقائية أكثر شمولية. كما شددوا على أهمية مواصلة التنسيق بين البلدان الأعضاء، وتعزيز إشراك المرأة في برامج التدريب الرقمي ومكافحة الإرهاب العابر للحدود.
هذا الحدث ينطوي أيضًا على شق توعوي يستهدف الرأي العام، بهدف دعم ثقة المجتمع في قدرات المرأة الأمنية وتشجيع الفتيات على الانخراط في القطاعات الحيوية، خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تفرضها التهديدات الإرهابية الجديدة.
في ختام الندوة، يتوقع صدور توصيات لتعزيز التشريعات الوطنية، وتأسيس شبكات دعم دولية للنساء العاملات في القطاع الأمني، كما سيتم اقتراح استراتيجيات مشتركة لتبادل المعلومات والتكوين وتعميم الخبرات الناجحة بين الدول العربية والأوروبية.
