في عام 2025، شهدت المساعدات العسكرية الأمريكية لتونس انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية. في السنوات السابقة، كانت تونس تحصل على حصتها من المساعدات العسكرية الأمريكية التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات. في عام 2025، تقلصت المساعدات الأمريكية بشكل عام لتصل إلى حوالي 600 مليون دولار مخصصة لدول مثل تونس والمغرب والأردن والعراق ولبنان. وهذا يشير إلى انخفاض واضح مقارنة بالأعوام السابقة التي كانت فيها المساعدات العسكرية لتونس تتراوح بين 200 مليون إلى 300 مليون دولار سنويًا.
قبل أيام قليلة شهدت تونس زيارة لمسعد بولص، مستشار الرئيس الأمريكي ترامب وصهره، ما أثار اهتمامًا دوليًا بشأن مستقبل العلاقات التونسية-الأمريكية. هذا اللقاء يعكس تحولًا محتملًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه تونس، قد يؤدي إلى زيادة المساعدات المستقبلية إذا تم تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
تقارير “أفريكوم” وتقييمات الوضع الأمني في شمال إفريقيا:
تزايدت أهمية تونس في الاستراتيجيات الأمنية الأمريكية، وهو ما تجلى في تصريحات الجنرال داغفين أندرسون، القائد الجديد للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي. أندرسون أكد أن تونس والمغرب يمثلان “الشركاء الأمنيين القادرين على تصدير الاستقرار” إلى باقي منطقة شمال إفريقيا. وفيما يخص المساعدات العسكرية، أشار إلى أن تونس كانت من بين الدول التي استفادت من برامج تدريبية، حيث شاركت في مناورات “فلينتلوك”، وهي تدريبات عسكرية لقوات النخبة التي تجذب سنويًا أكثر من 30 دولة. كما تُعتبر تونس من الدول التي تمثل أولوية في مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الأمنية.
في عام 2025، شهدت المساعدات الأمريكية انخفاضًا ملحوظًا بالمقارنة مع الأعوام السابقة. فقد كانت المساعدات العسكرية لتونس تصل في السنوات السابقة إلى 200-300 مليون دولار سنويًا، بينما في 2025، تم تخصيص حوالي 600 مليون دولار فقط لدول عدة بما في ذلك تونس. ومع ذلك، هذا الانخفاض قد يكون مؤقتًا ويعتمد على التقييمات الأمنية الجديدة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لكن يجب التحذير هنا من ان الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب لا تزال ترفع شعار “التجارة لا المعونة” وسنـتأكد من ذلك خلال عرض ميزانية المساعدات الخارجية للسنة القادمة .
والى حد اليوم وخلافا للرسائل المباشرة التي كشفت عنها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية حول لقاء قيس سعيد بمستشار ترامب مسعد بولس مازلنا لا نعرف على وجه الدقة ما الذي دار خلف الأبواب المغلقة ولكن كل ما نعلمه الى حد اليوم فانه هناك قلق أمريكي مما تعتبره واشنطن تقاربا غير محمود بين تونس وايران وبدرجة اقل روسيا والصين وقد سبق وان عبر عنه السفير الامريكي بتونس جوي هود بتونس الذي اكد أن بلاده تشاطر الاتحاد الأوروبي مخاوفه في ما يخص تنامي التأثير الروسي والصيني في تونس لان هذا
التأثير يزعزع الاستقرار في المنطقة وفي القارة لذلك مانسعى اليه هو ان تكون تونس في وضع قوي وسيادي يسمح لها باختيار ما يطرأ على التراب التونسي وما يجب الا يطرأ ورئيس الجمهورية تحدث عن هذا بشكل واضح ومن بين الأشياء التي لا يريدها لتونس هو أن تكون منصة أو منطلق لعملية عسكرية لبلدان مجاورة .
هود قال في حوار مع رئيسة تحرير الشارع المغاربي كوثر زنطور نشر في اوت الماضي “أن بلاده يساورها قلق من تدخل قوات فاغنر ومن ورائها الكرملين في القطر الليبي وهذا التدخل يهدف الى منع توحد الليبيين ومنعهم من تشكيل حكومة تعكس احتياجاتهم وخياراتهم وتمنع العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة من التقدم في ليبيا ” وهذا نتشارك فيه مع الحكومة التونسية ولهذا السبب كان المبعوث الأمريكي موجودا على التراب التونسي وتحدث مع وزير الخارجية التونسية (السابق ) حول هذا الموضوع .
العوامل التي قد تؤثر على عودة المساعدات الأمريكية:
- السياسات الإقليمية والدولية: تطور المواقف الأمريكية بشأن النزاعات في ليبيا والجزائر قد يكون له تأثير على دعم تونس. إذا استمر الدور التونسي في الحد من تأثير القوى الإقليمية الأخرى (مثل روسيا)، قد يزداد الدعم الأمريكي لتونس.
- دور تونس في مكافحة الإرهاب: نجاح تونس في مكافحة الإرهاب المرتبط بتنظيمات مثل القاعدة وداعش في المنطقة قد يعزز موقفها في الحصول على دعم أمريكي إضافي.
- شراكات أمنية مع الدول الأوروبية: إن استمرار التعاون الأمني بين تونس وأوروبا قد يعزز قدرة تونس على استعادة بعض من الدعم الأمريكي، لا سيما في مجالات الدفاع والتدريب.
احتمالات عودة المساعدات:
- زيادة الدعم العسكري: قد تشهد تونس زيادة في حجم الدعم العسكري الأمريكي مع تركيز أكبر على المواد الدفاعية الزائدة، كما أشار إلى ذلك مجلس الشيوخ الأمريكي في مشروع قانون المساعدات الخارجية لعام 2025. هذا النوع من الدعم قد يكون استجابة للثقة الأمريكية المتزايدة في قدرة تونس على الحفاظ على استقرار المنطقة.
- التعاون الإقليمي: مع استمرار تونس في لعب دور محوري في استقرار المنطقة، وتحديدًا في ملفات ليبيا والتهديدات الإرهابية، يمكن أن يصبح الدعم الأمريكي أكبر نظرًا للانعكاسات الاستراتيجية التي قد تنجم عن تقوية التعاون الأمني مع تونس.
- على الرغم من انخفاض المساعدات الأمريكية لتونس في 2025، فإن التحولات في الاستراتيجية الأمريكية، وخاصة بعد اللقاء بين قيس سعيد ومستشار ترامب، وتقييمات قائد “أفريكوم”، تشير إلى أن هناك إمكانية كبيرة لعودة المساعدات الأمريكية إلى وضعها السابق أو زيادتها تدريجيًا. دور تونس المتزايد في استقرار المنطقة، وتعزيز قدراتها العسكرية، قد يكون حافزًا مهمًا للولايات المتحدة لتقديم المزيد من الدعم لتونس، بما يخدم المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة.

