الرئيسيةآخر الأخباربعد 48 ساعة من استقبال وفد “هواوي”: السفير الأمريكي بتونس يلتقي...

بعد 48 ساعة من استقبال وفد “هواوي”: السفير الأمريكي بتونس يلتقي وزير النقل… صدفة أم حسابات ؟

بعد 48 ساعة فقط من استقبال وزير النقل التونسي رشيد عامري وفدًا رفيع المستوى عن شركة هواوي الصينية، تحوّلت الأنظار مجددًا إلى وزارة النقل، ولكن هذه المرّة بزيارة السفير الأمريكي بتونس بيل بزّي على رأس لقاء خُصّص لتعزيز التعاون الثنائي في قطاع النقل. تزامنٌ زمني دقيق لا يمكن قراءته خارج منطق السياسة، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بعلاقات دولية محكومة بالتنافس الاستراتيجي لا بالمجاملات الدبلوماسية.

اللقاء الأول، الذي جمع وزير النقل بوفد شركة هواوي، تمحور حول النقل الذكي، رقمنة الموانئ والمطارات والمعابر الحدودية، وتطوير الأنظمة المعلوماتية للنقل البري والحديدي. وهي مجالات لا تندرج فقط ضمن تحسين الخدمات والنجاعة، بل تُصنّف دوليًا ضمن البنى التحتية الحيوية ذات البعد السيادي والأمني.

بلاغ الوزارة شدّد على الاستفادة من “التجارب الناجحة” للصين، في انسجام مع الخطاب الرسمي الداعي إلى تنويع الشراكات والانفتاح على الفاعلين الدوليين الكبار في مجال التكنولوجيا.

— بعد 48 ساعة من استقبال وفد “هواوي”: السفير الأمريكي بتونس يلتقي وزير النقل… صدفة أم حسابات ؟
لقاء السفير الأمريكي: الأمن والربط الجوي والشراكات “الآمنة”

بعد يومين فقط، يلتقي وزير النقل السفير الأمريكي، بحضور ممثلين عن وزارتي الخارجية والنقل، في اجتماع لم يخلُ من رسائل سياسية واضحة:

  • التأكيد على الأمن والسلامة في منظومة النقل
  • التركيز على الربط الجوي بين تونس والولايات المتحدة
  • إبراز التعاون في الرقمنة وأنظمة النقل الذكي
  • الحديث عن تبادل الخبرات والاستثمار بما يخدم المصالح المشتركة

الملفت هنا أن النقاط التي طُرحت في اللقاء الأمريكي تكاد تعكس، وبصورة غير مباشرة، نفس المجالات التي كانت محور لقاء هواوي، ولكن من زاوية مختلفة: زاوية “الثقة”، “الأمن”، و“الشراكات الموثوقة”.

في عالم السياسة، وخاصة في العلاقات الدولية، لا تُقرأ الوقائع بمعزل عن سياقها.
وحين يتعلّق الأمر بالتنافس الأمريكي–الصيني، فإن:

  • البنى التحتية الرقمية
  • النقل الذكي
  • الموانئ والمطارات
    لم تعد ملفات تقنية، بل مساحات نفوذ وصراع ناعم.
أسئلة مشروعة تفرض نفسها

أمام هذا التزامن، تبرز جملة من الأسئلة الجوهرية:

  • هل حمل لقاء السفير الأمريكي رسالة غير معلنة مفادها أن التعاون في النقل الذكي له حدود سياسية وأمنية؟
  • إلى أي مدى تستطيع تونس المضيّ في شراكات رقمية مع الصين دون أن تُثير تحفّظات أمريكية مباشرة أو غير مباشرة؟
  • هل تسعى واشنطن إلى استباق أي تموقع صيني داخل قطاعات تعتبرها حسّاسة؟
  • وهل نحن أمام بداية شدّ حبل دبلوماسي هادئ حول خيارات تونس التكنولوجية؟

تونس، مثل عديد الدول المتوسطة، تحاول الإبقاء على هامش مناورة بين القوى الكبرى. لكن التجارب الإقليمية، وخاصة ما حدث في ليبيا مع تعليق أنشطة هواوي، تُظهر أن هذا الهامش قد يضيق سريعًا حين تنتقل المشاريع من مستوى النقاش إلى التنفيذ.

يمكن التذكير في هذا السياق بأن السفير الأمريكي الأسبق لدى تونس دونالد بلوم كان قد حذّر صراحة في رسالة نشرها موقع السفارة الامريكية بتونس من مخاطر التعاون مع شركة “هواوي”، معتبرًا أن دخولها إلى قطاعات حيوية مثل الاتصالات والبنية التحتية الرقمية قد يطرح إشكالات تتعلق بالأمن القومي وحماية المعطيات السيادية.
وأكد آنذاك أن الولايات المتحدة ترى في هذه الشركات مزودين غير موثوقين، ودعت حلفاءها وشركاءها، ومن بينهم تونس، إلى توخي الحذر عند التعامل معها في المشاريع الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!