هزّ انفجار مُدبّر الأرض، بينما تصاعدت سحابة من الدخان فوق ميدان التدريب. بالنسبة لفنيي التخلص من الذخائر المتفجرة، تُعدّ هذه اللحظات روتينية، لكن تأثيرها يمتد إلى ما هو أبعد من ميدان التدريب. تُترجم هذه الانفجارات الصغيرة والمدروسة إلى مجتمعات أكثر أمانًا وشراكات أقوى في جميع أنحاء أفريقيا.
واصلت فرقة العمل التابعة للجيش الأمريكي في جنوب أوروبا، أفريقيا مؤخرًا تعاونها طويل الأمد مع فرق التخلص من الذخائر المتفجرة التابعة للقوات المسلحة التونسية، ودعت هذه المرة فنيي التخلص من الذخائر المتفجرة التابعين للقوات المسلحة السنغالية (FAS) إلى تونس لتبادل الخبرات على المستوى الثلاثي.
ركّز التدريب على قابلية التشغيل البيني، وتبادل المعرفة، والتحضير للمهام المشتركة المستقبلية، بما في ذلك مناورة الأسد الأفريقي 2025 (AL25) المُقرر إجراؤها في أفريل.
قال الرائد إيان بلومزبيرغ، نائب مدير مكافحة العبوات الناسفة المرتجلة في وحدة مكافحة العبوات الناسفة المرتجلة التابعة لسلاح الجو الأمريكي : “لم يقتصر هذا التبادل على صقل المهارات التقنية فحسب، بل امتد إلى تعزيز الثقة وتوطيد العلاقات بين ثلاث فرق كفؤة وملتزمة في مجال مكافحة العبوات الناسفة المرتجلة”..
شارك الفنيون التونسيون في العديد من الفعاليات التدريبية الأمريكية، بما في ذلك تحدي رافينز في معسكر ويليامز بولاية يوتا، ومسابقة “فريق التخلص من الذخائر المتفجرة للعام” التي نظمتها مجموعة الذخائر 52 في فورت كامبل بولاية كنتاكي. توفر هذه التجارب رؤى قيّمة حول تكتيكات التخلص من الذخائر المتفجرة المتقدمة، وتتيح للفرق التونسية فرصة اختبار مهاراتها ضد بعض من أفضل الفرق في العالم.
يمثل انضمام فنيي التخلص من الذخائر المتفجرة السنغاليين خطوة مهمة إلى الأمام. إن انضمام قوة شريكة ثالثة يعزز التعاون الإقليمي ويضمن بقاء الحلول الأفريقية لمواجهة التهديدات المتفجرة في المقدمة.
ستستضيف كل من السنغال وتونس مناورات الأسد الافريقي 2025 مما يُظهر التزام كل دولة بتعزيز السلام من خلال القوة العسكرية.
قال بو مارتينديل، الرقيب الأول في الجيش الأمريكي والمسؤول عن برنامج مكافحة الألغام الإنسانية في القوات المسلحة الأمريكية: “نحن نبحث دائمًا عن أبطال التخلص من الذخائر المتفجرة داخل القوات الشريكة – أولئك الذين سيأخذون ما تعلموه ويواصلون بناء القدرات داخل صفوفهم”.
خلال التبادل، تدرب المشاركون على مهام حاسمة في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة، بدءًا من تحديد الذخائر غير المنفجرة وتحييدها وصولًا إلى التخلص الآمن من العبوات الناسفة المرتجلة. وقد قدّمت كل دولة خبراتها ووجهات نظرها، مما جعل التدريب مفيدًا للطرفين.
وقال مارتينديل: “لا يقتصر الأمر على مشاركة القوات الأمريكية في التدريب فحسب، بل هو تبادل حقيقي – فشركاؤنا يقدمون لنا خبرة عملية تُحسّن من كيفية تعاملنا جميعًا مع مهمة التخلص من الذخائر المتفجرة”.
ويُعد التعاون في تونس مثالًا واحدًا على التزام سلاح الجو الأمريكي بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الأفارقة للحد من خطر الذخائر المتفجرة. وسيوفر تمرين الأسد الافريقي القادم فرصة أخرى لهذه الفرق للعمل معًا في بيئة متعددة الجنسيات أوسع، مما يُحسّن قدرتها على الاستجابة للتهديدات الواقعية.
وقال بلومزبيرغ: “هذا التبادل لا يقتصر على تحسين المهارات التقنية فحسب، بل كان فرصةً لعرض كيفية تطوير الدول الأفريقية الأخرى لقدراتها التدريبية في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة على مديرية المهندسين السنغالية؛ أي منحهم نموذجًا يحتذى به من غير الولايات المتحدة”.
مع استمرار القوات الأمريكية وتونس والسنغال في بناء قدراتها في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة معًا، يمتد أثر ذلك إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة، مما يضمن مجتمعات أكثر أمانًا وأمنًا إقليميًا أقوى لسنوات قادمة.
*** المصدر DVIDIS