رغم أن تتويج السباح التونسي أحمد الجوادي بذهبيتي 800 و1500 متر في بطولة العالم للسباحة – التي أقيمت في سنغافورة 2025 – شكّل حدثًا استثنائيًا في تاريخ الرياضة التونسية والعربية، إلا أن التفاعل الإعلامي المغاربي معه لم يكن على مستوى الحدث. فقد رُصد تجاهلٌ شبه تام من قبل الصحافتين المغربية والجزائرية، في مقابل اهتمام واضح وإيجابي من وسائل الإعلام الليبية.
بالرغم من ضخامة الإنجاز الذي حققه الجوادي، والذي وضعه ضمن نخبة السباحين العالميين في سباقات المسافات الطويلة، لم تنشر كبرى الصحف والمواقع الإخبارية المغربية والجزائرية أي مادة إعلامية أو حتى إشارة موجزة إلى فوزه. ويأتي هذا الصمت الإعلامي في وقت تتسابق فيه المنصات المغاربية عادة لتغطية الإنجازات الرياضية، سواء المحلية أو الإقليمية، خصوصًا إذا تعلّقت برياضيين من دول الجوار.
وما يزيد من غرابة هذا التجاهل أن الصحافة الجزائرية خصصت تغطية لمشاركة السباح الجزائري جواد صيود في سباق 200 متر متنوع، حيث حلّ في المركز الرابع والعشرين في نفس البطولة. هذا التركيز على مشاركة جزائرية عادية من حيث الترتيب، يقابله تغييب تام لإنجاز تاريخي لرياضي من دولة شقيقة، ما يعزز فرضية الانتقائية في المعالجة الإعلامية.
على النقيض من ذلك، خصّصت وسائل إعلام ليبية مساحةً لتغطية فوز الجوادي، أبرزها موقع بوابة الوسط الذي نشر تقريرًا عن تفوقه على أبرز الأسماء في السباحة العالمية، معتبرًا أن فوزه هو “تأكيد جديد على الحضور التونسي القوي في رياضة المسافات الطويلة”.
كما أبرزت الصحافة الليبية كون الجوادي حقق ثالث أسرع توقيت تاريخيًا في سباق 800 متر بالملابس التقليدية، وتفوقه على السباحين الألماني سفين شفارتس والأمريكي بوبي فينكي، ما يضفي على الإنجاز بعدًا دوليًا لا يمكن إنكاره أو تجاهله.
من جهتها، تفاعلت الصحافة التونسية والعربية بشكل واسع مع هذا الإنجاز، حيث تصدّر الخبر الصفحات الأولى للعديد من المواقع التونسية مثل موزاييك والشروق والتونسية الرياضية. كما تناولته قنوات إقليمية مثل الجزيرة وDW عربية، مؤكدة على البعد التاريخي لما حققه الجوادي.

