في تطور يثير التساؤلات حول تقدم مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة، شهدت الأشهر الأخيرة تضاربًا واضحًا بين تصريحات المسؤولين ونسب الإنجاز الفعلية على الأرض.
في 30 جويلية 2025، زار صلاح الزواري، وزير التجهيز والإسكان، موقع المشروع للمرحلتين الثانية والثالثة، وأكد خلال جلسة العمل مع المدير العام للجسور والطرقات ومهندسي الشركات المشرفة على الأشغال، على ضرورة الانتهاء منه بحلول نهاية ديسمبر 2025.وفق بلاغ للوزارة
وأوضح الوزير أن المرحلة الثانية بمنطقة لاكانيا قد بلغت نسبة إنجاز 67%، بينما المرحلة الثالثة التي تشمل مستشفى الحروق البليغة ومنطقة المروج وصلت إلى 73%، مشددًا على أهمية المشروع الاستراتيجية الذي يهم أكثر من 200,000 مركبة يوميًا، وداعيًا إلى الالتزام بالجدول الزمني مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الجودة في التنفيذ. يُذكر أن قيمة المشروع تصل إلى 370 مليون دينار ضمن برنامج وطني لتطوير البنية التحتية الحضرية.
غير أن الواقع الفعلي على الأرض جاء مختلفًا. ففي 12 مارس 2025، صرح خالد الأطرش، مدير الأشغال الكبرى بالإدارة العامة للجسور والطرقات، أن نسبة التقدم العامة للمشروع بلغت 70%، مع تفصيل الأقساط الخمسة:
- القسط الخامس (محولات سوق الكراهب): 36%
- القسط الرابع (محول بئر القصعة): 97%
- القسط الثالث (محول مستشفى الحروق البليغة): 67%
- القسط الثاني (محول لاكانيا): 60%
- القسط الأول: 20%
كما أشار الأطرش إلى أن معظم الأجزاء ستكون جاهزة خلال صائفة 2025، مما كان يوحي بقرب انتهاء المشروع كما وعد الوزير صلاح الزواري.
لكن في 24 ديسمبر 2025، أعلن المسؤول نفسه أن نسبة التقدم العامة للمشروع بلغت 75% فقط، أي زيادة 5% فقط خلال 10 أشهر كاملة، وهو مؤشر على بطء نسق العمل في بعض الأقساط الرئيسية. كما تم تأجيل موعد الانتهاء النهائي إلى نهاية 2026، خلافًا لتأكيدات الوزير السابقة بنهاية 2025.
ويثير هذا التضارب بين وعود الوزير والزمن الفعلي للأشغال أسئلة حول الشفافية والجدية في متابعة المشاريع الكبرى للبنية التحتية، خاصة وأن المشروع يخدم محورًا حيويًا يمر عبره مئات الآلاف من المركبات يوميًا.
الخبراء يشيرون إلى أن التأخير قد يكون ناجمًا عن صعوبات تقنية أو لوجستية أو مالية، خصوصًا في الأقساط الأولى والثانية، وهو ما يفسر الفرق بين تصريحات يوليو 2025 وواقع ديسمبر 2025.

