حلّت تونس في المرتبة الرابعة إفريقيًا ضمن قائمة الدول الأكثر تضررًا من السمنة، وذلك وفق تقرير حديث نشره موقع The African Exponent لسنة 2025، حيث بلغت نسبة البالغين الذين يعانون من السمنة 19.92٪. هذا الرقم يضع تونس في قلب النقاش القاري حول وباء صامت يتفاقم في المدن الإفريقية بشكل متسارع.
لم تعد السمنة في تونس مجرد انعكاس للرفاهية أو تغيّر في الأذواق الغذائية، بل أصبحت ظاهرة صحية خطيرة تتجاوز الفوارق الطبقية والاجتماعية. التقرير يشير إلى أن النساء يسجلن معدلات سمنة مضاعفة مقارنة بالرجال، وهو ما يعكس ثقل العوامل الثقافية والاجتماعية في تشكيل أنماط الصحة العامة.
المدن في صدارة التحولات
المدن الكبرى مثل تونس العاصمة وصفاقس وسوسة تشهد انتقالًا غذائيًا متسارعًا: الوجبات السريعة والمنتجات الصناعية المستوردة أصبحت أرخص وأكثر توفرًا من الخضروات والفواكه الطازجة. هذا الواقع، إلى جانب طبيعة الوظائف المكتبية، والتنقلات الطويلة، وتراجع النشاط البدني، جعل من السمنة مشكلة حضرية بالأساس.
رغم التحديات، يشير التقرير إلى أن تونس بدأت في اتخاذ خطوات للتصدي لهذه الظاهرة:
- حملات توعية عبر وسائل الإعلام للتشجيع على الأكل المتوازن.
- إدراج التربية الغذائية في المناهج المدرسية.
- مبادرات مدنية لتعزيز النشاط البدني مثل سباقات المشي وركوب الدراجات.
- التفكير في سياسات لتنظيم الإعلانات الموجهة للأطفال ودعم أسواق الفلاحين بالمنتجات المحلية.
يرى التقرير أن تونس تمتلك فرصة فريدة لمواجهة السمنة عبر استثمار هويتها الغذائية المتوسطية.
العودة إلى المطبخ التقليدي، الذي يقوم على الخضروات وزيت الزيتون والحبوب، تمثل أداة فعالة لاستعادة التوازن الغذائي والحد من اعتماد الأسر على الأغذية السريعة والمصنّعة.
تونس ضمن العشر الأوائل
التقرير يضع تونس في المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول العشر الأكثر تسجيلًا لمعدلات السمنة في إفريقيا، خلف كل من سيشل (20.58٪)، ليبيا (28.08٪) ومصر (32.48٪)، ومتقدمة على الجزائر (16.03٪) والمغرب (13.79٪) وموريشيوس (13.07٪).
