شهدت مدينة شنغهاي الصينية إنجازًا تاريخيًا لتونس في عالم الرياضة، حيث أصبحت التونسيات خديجة كريمي وسلمة ذوادي أول لاعبتين تونسيّتين تحرزان ميدالية في بطولة العالم للتجديف.
خديجة كريمي تمثل تونس منذ بطولة العالم تحت 19 سنة عام 2013، وشاركت في عدة بطولات عالمية وثلاث دورات أولمبية، قبل أن تتعاون لأول مرة مع سلمة ذوادي، المقيمة في فرنسا، عام 2022. وحققت الثنائي أفضل نتيجة لتونس في الألعاب الأولمبية باريس 2024، عندما أنهت السباق في المركز الحادي عشر في سباق الزوجي الخفيف للسيدات.
في بطولة العالم بشنغهاي، نجحت كريمي وذوادي في الفوز بالميدالية الفضية في نفس السباق، متجاوزتين بيرو التي كانت قد تفوقت عليهن في التصفيات المبدئية. وقالت ذوادي:
“كانت المنافسة صعبة بسبب الرياح المعاكسة، وكل الفرق كانت تكافح من أجل الميداليات، لكن التحدي كان ممتعًا رغم صعوبته. لقد حققنا بالضبط ما خططنا له ولم نتراجع في أي شوط، وهذا ما منحنا الميدالية الفضية.”
وأكدت كريمي أن الصبر والتعلم من التجارب السابقة كانا مفتاح النجاح، مشيرةً إلى أن استراتيجيات السباق كانت مختلفة عن العام الماضي، وهو ما ساعدهما على الفوز بالمركز الثاني في الخمس مئة متر الأخيرة من السباق.
وأشارت اللاعبتان إلى أن فرحتهما بالميدالية كانت مزدوجة، لا سيما بعد تلقيهما مئات الرسائل من تونس التي أثارت مشاعر التأثر لديهما، بما في ذلك تهاني من شخصيات رياضية بارزة مثل الحائزة على ذهبية أولمبياد لندن 2012 حبيبة غريبي والمعلق الرياضي عصام الشوالي.
وعلى الرغم من أن السباق النهائي في شنغهاي شمل خمسة فرق فقط، أكدت ذوادي أن الفوز بالميدالية يمثل إنجازًا تاريخيًا ويظهر التصميم والإصرار لدى التونسيات في رياضة التجديف.
وفي حديثها عن المستقبل، قالت كريمي، البالغة من العمر 30 عامًا:
“التجديف جزء من هويتي، ولن أفكر بالتوقف. هذا الإنجاز يمنحني رغبة أكبر للاستمرار، خصوصًا مع سلمة، رغم أن الزوجي الخفيف لن يكون ضمن الأولمبياد في لوس أنجلوس 2028. لكنني مصممة على مواصلة التجديف معها.”
وأوضحت اللاعبتان أن تحديات التدريب في تونس كبيرة بسبب قلة المسطحات المائية العذبة، مشيرة إلى أن التجديف الساحلي هو مجال قوي لتونس، مع التركيز على إدخال سباقات الشاطئ في أولمبياد لوس أنجلوس المقبلة.
واختتمت ذوادي حديثها قائلة:
“التجديف رياضة صعبة وتتطلب نضجًا، لكن مع الإيمان والعمل الجاد والصبر، يمكن تحقيق النجاح. على الشباب أن يستمروا ويؤمنوا بأن المثابرة ستؤتي ثمارها.”
بهذا الإنجاز، وضعت خديجة كريمي وسلمة ذوادي بصمتهما التاريخية في الرياضة التونسية، وأصبحتا مصدر إلهام للأجيال القادمة لتحقيق المزيد من النجاحات على الساحة الدولية.

