أعلنت منظمات “الرباعي الراعي للحوار الوطني” في تونس عن تقديم ترشيح رسمي للمقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، لنيل جائزة نوبل للسلام. وقد وقّع على هذا الترشيح أربع جهات فاعلة سبق أن نالت الجائزة نفسها سنة 2015، وهي:
- الاتحاد العام التونسي للشغل
- الهيئة الوطنية للمحامين
- الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة
- الرابطة التونسية لحقوق الإنسان
ورغم رمزية هذا الترشيح وتوقيته، فإن الخبر يثير سؤالًا أعمق لدى الرأي العام:
كيف يتم ترشيح شخصية لجائزة نوبل للسلام؟ ومن يملك هذا الحق؟ وهل تؤثر الترشيحات فعلًا في قرارات لجنة نوبل؟
كيف تُرشّح شخصية ما لجائزة نوبل للسلام؟
من يحق له تقديم الترشيحات؟
ليست كل جهة أو فرد مخوّلًا لترشيح شخصية ما لجائزة نوبل للسلام. معهد نوبل النرويجي حدّد قائمة دقيقة للجهات المخوّلة بذلك، ومن بينها:
- رؤساء الدول والحكومات.
- أعضاء البرلمانات الوطنية.
- أساتذة جامعيون في مجالات محددة (العلاقات الدولية، التاريخ، الحقوق، العلوم الاجتماعية، الفلسفة، الأديان).
- مديرو منظمات دولية معنية بالسلام.
- قضاة سابقون في محاكم دولية.
- الحاصلون السابقون على الجائزة.
- أعضاء لجنة نوبل السابقين والحاليين.
لذلك، فإن ترشيح الرباعي التونسي لألبانيزي يتوافق قانونيًا مع شروط نوبل، خصوصًا أنهم حائزون سابقون على الجائزة.
متى وأين يتم تقديم الترشيحات؟
- تُفتح فترة الترشيح بين سبتمبر و31 جانفي من كل عام.
- يتم إرسال الترشيحات إلى اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام، مرفقة بـ:
- ملف مكتوب يوضح مساهمات المرشّح في بناء أو تعزيز السلام.
- مراجع وتوثيقات تدعم الملف.
الترشيح لا يحتاج إلى موافقة أو علم الشخص المعني.
هل تؤثر الترشيحات في قرار لجنة نوبل؟
الجواب المختصر: لا بشكل مباشر.
- اللجنة تستقبل كل عام أكثر من 300 ترشيح، لكنها تعتمد معايير صارمة في اختيار الفائز.
- الترشيحات تُدرج ضمن قائمة أولية، وتخضع لمراجعة معمقة من طرف خبراء ومحللين مستقلين.
- الترشيح، حتى وإن كان من جهة مرموقة أو سبق لها نيل الجائزة، لا يضمن وصول الشخص إلى القائمة القصيرة، ناهيك عن الفوز.
مثال واقعي:
الزعيم الهندي المهاتما غاندي رُشّح أكثر من مرة ولم ينل الجائزة أبدًا، رغم رمزيته العالمية في مجال اللاعنف والسلام.
ومن أهم ما يميز نظام نوبل هو السرية المطلقة:
- لا تعلن لجنة نوبل عن المرشحين ولا تبرر قراراتها.
- ملفات الترشيح تبقى محفوظة وسرية لمدة 50 عامًا.
- أي ترشيح يُعلن عنه في الإعلام يكون مصدره الجهة التي رشّحت، وليس اللجنة نفسها.
لماذا ترشيح ألبانيزي؟
يرى الرباعي التونسي أن فرانشيسكا ألبانيزي تمثل ضميرًا دوليًا حيًّا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، في وقت تتعرض فيه الأمم المتحدة ومقرّروها لضغوط متزايدة. وتُعرف ألبانيزي بمواقفها الحازمة في توثيق انتهاكات القانون الدولي في الأراضي المحتلة، وهو ما أكسبها احترامًا عالميًا، كما أثار عليها انتقادات لاذعة من مؤيدين لإسرائيل.
ورغم أن فوزها بالجائزة يبقى رهينًا بقرار لجنة نوبل، فإن ترشيح الرباعي التونسي يضفي زخمًا سياسيًا وأخلاقيًا على مسيرتها.
